موهبة عالمية اخرى عندنا مهمشة لأسباب ايديولوجية

تعمل منذ سنوات في مجال البرمجة ..معروفة عالميا لكن إسمها بالجزائر لا يكاد يعرفه الشباب رغم مرورها مرتين او ثلاثة من خلال حصص في قنوات وطنية كونها من اشهر الباحثين على المستوى الدولي و الامريكي خاصة ..و كونها نالت جوائز دولية و تكريمات من أكبر الجامعات و الجمعيات العلمية ..شاركت في اكبر المؤتمرات بسيليكون فالي جنة المبرمجين ..

كان السؤال الذي يطرح عليها دوما هو : في أي جامعة درستِ؟

و كانت دائما تجيب بفخر : انا نتاج الجامعة الحزائرية..

اختيرت لسنة 2019 من طرف شركة ميكروسوفت من بين 100 شخصية عالميا لتكون مدير اقليمي كممثلة عن الجزائر و لأول مرة في تاريخ الشركة و الجزائر تختار هذه الشركة باحثا جزائريا من بين 100 شخص ابدع كلا منهم في مجال البرمجة و التقنيات ..إنها السيدة وفاء بن التركي متخرجة من المعهد العربي للترجمة و باحثة انجلوفونية محضة جابت جامعات امركا و مراكز بحثها شرقا و غربا لأنها ذات يوم شاركت في بحث منظم في مجال اختصاصها لوحظ بعدها نبوغها و علو كعبها في مجالها فأصبح كبار الأساتذة بامريكا يرسلون لها دعوات دورية لتمثل الجزائر في كل مرة و تلقي المحاضرات في كبرى الجامعات و بهو شركات البرمجة و الاعلام الآلي هناك ..

يكفي ان تكتب اسمها على محرك البحث ڨوڨل او على اليوتوب لتسمع شهادات لأساتذة امريكان او شخصيات مجتمع مدني هناك يتكلمون عنها ويكثرون من المدح في خصالها و تواضعها رغم تفوقها في تخصصها ..

هذه السيدة صنعت لنفسها اسما عالميا متفوقة بذلك على باحثينا العاملين في اكبر شركات العالم و باحثين اجانب..صنعت لنفسها مجدا و هي لم تغادر الجزائر و فضلت البقاء بوطنها و التفوق العالمي ابتداءا منه ..

لا لشيء إلا لأنها من عائلة ثورية و تعشق الوطن و هناك احساس بداخلها يدفعها دوما للتفوق عالميا ولكن باسم الجزائر و لرفع راية الحزائر عاليا في المحافل الدولية ..

هذه السيدة مازالت تلاقي صعوبات ادارية عظيمة و يتم التضييق عليها في وطنها بينما تفتح لها كل الأبواب في اكبر عواصم العالم في مجال العلم و التكنولوجيا ..

هذه السيدة أريد لها ان تغرق في كومة من الملفات الارية و هي تحاول تكوين جمعية و شركة منذ مدة فقط لتنفع وطنها و مازالت تتخبط لغاية كتابة هذه السطور في بيروقراطية ممنهجة تضرب الكفاءات الوطنية الشريفة و الغير قابلة للبيع ..فقط لجعلهم يهجرون الوطن ليسود الفقر العلمي و قلة الكفاءة و المحسوبية و البن عميس ..و لتبقى الجزائر تستورد حتى في الجانب التكنولوجي ما كانت لتصدره منذ سنين لو لم يوكل الأمر لغير اهله ..

تحية لهذه السيدة و لمثيلاتها و حق للجزائر ان تفخر بهؤلاء ..و على كل مسؤول به ذرة من وطنية ان يعمل على دعم هذه الكفاءات قبل ان تستفيد منها دول اخرى ككل مرة.

كاتب المقال كمال العقبي