حركة عزم ترفض المشاركة في حوار لجنة بن يونس

محمد إبراهيم

صرح عضو الأمانة الوطنية المؤقتة، المكلف بالإعلام لحركة “عزم” حسام حمزة، وهي إحدى الحركات الداعمة والمشاركة في الحراك الشعبي الذي تعيشه الجزائر منذ 22 فيفري الماضي، تأسست بتاريخ 16 مارس 2019،
نرفض المشاركة في لجنة الحوار دون تقديم مقترحات والاكتفاء بالتقاط الصور”.

و يقول حسام كريم أن “عزم” ليست ضد الحوار أو مع مبدأ الإقصاء، بل تعترف بضرورة أن كل من لديه صوت يجب أن يعبر عنه، وإيجاد حلول توافقية، معتبرا أن الحوار كقيمة في الأساس يعتبر مبدأ مقبولا، ولكن نحن ضد أن يكون هذا الحوار صوريا، ولن نشارك فيه بهذه الطريقة، إذا كنا لن نسهم في إثراء المناقشة، مع العلم أن مقترحاتنا جاهزة بخصوص الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات وقدمناها منذ اليوم الأول، مضيفا “تلقينا دعوة في لقاء عين البنيان بالعاصمة، ولكن بمجرد وصولنا، أحد رؤساء الأحزاب السياسية أراد إقصاءنا، لذلك انسحبا، ونفضل عدم المشاركة على أن تكون مشاركتنا صورية”.

و في نفس السياق أكد توفيق هيشور، أن أعضاء لجنة الحوار والوساطة التي يترأسها كريم يونس، شخصيات صدامية لا تتسم بسعة الصدر، وليست كما يقال عنها “وطنية”، قائلا “أعطونا تعريفا واضحا لمفهوم الوطنية! شخصية وطنية!.. أعتقد أنها مصطلحات فضفاضة تطرح في الحقل السياسي..”
وعن موقف “عزم” حول هيئة يونس، أوضح هيشور، أنها ترى في هذه الهيئة لجنة شكلية من أجل تمرير مشروع معين، ليس هدفها حسبه، الحوار ولكنها مساندة غير محايدة ليست لديها علاقة بالقبول من طرف الحراك الشعبي الجزائري.
وفيما يخص تأخر حركة “عزم” في إصدار تعليق وإبداء الرأي حول هيئة كريم يونس، قال توفيق هيشور في منتدى الشروق، إن ذلك كان على خلفية التأكد من حقيقة الدور الذي جاءت لأجله، وهل هي فلكلورية أم حوارية.
وأكد هيشور رفض الحركة استدعاءها من طرف كريم يونس، لجعلها على حد تعبيره”كورال” يتزين به المشهد، مضيفا “نحن حركة لديها مشاريع.. لديها إطارات، لم نأت وأيدينا فارغة، وليس دورنا التقاط الصور ونشرها عبر الفايسبوك”.
وتساءل عن معنى ميثاق الشرف الذي تطرحه هيئة كريم يونس، خاصة أنه محاولة حسبه، للسطو على الحراك الشعبي من أجل مصالح سياسية ضيقة لا تنطلق من حلول الدولة العميقة، معتبرا أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات هي الطرح الأكاديمي الذي يجب أن نذهب إليه.

لا يختلف الوطنيون حول طبيعة وتركيبة لجنة بن يونس ولكن مسألة المشاركة أو المقاطعة ليست بالبساطة التي تحدثت بها إطارات حركة عزم٠الإخوة في حركة عزم تقدموا باقتراحات جادة فيما يخص هيئة الإنتخابات المستقلة التي ستكون مكلفة بتنظيم إنتخابات رئاسية نزيهة والسؤال المطروح في الظروف الحالية كيف يمكن تجسيد مثل هذه الإفتراحات إذا بقيت الحركة بعيدة عن حلبة الصراع السياسي و القانوني التي باتت تمثلها لجنة بن يونس أحببنا أم كرهنا حتى و إن لم تكن حلبة الصراع الوحيدة ؟

المسألة ليست نظرية أو مبدئية وإنما هي مسألة سياسية و تكتيكية٠ إن الموقف الرافض الذي أختارته حركة عزم يكون له معنى في حالة واحدة إذا كانت الحركة قوية الى درجة أنها قادرة على دفع قطاعات واسعة داخل الحراك على تبني موقفها الرافض و الضغط على السلطة الفعلية من أجل الشروع في تأسيس هيئة إنتخابية مستقلة و المضي نحو إنتخابات رئاسية نزيهة بعيدآ عن ضغط الأقليات التغريبية النافذة التي تناور اليوم داخل اللجنة و خارجها من أجل التأثير على المسارالإنتقالي الذي لا يمكن إختزاله في عملية الإنتخابات الرئاسية القادمة مهما كانت أهميتها٠

وفي الوقت الذي نتمنى فيه التوفيق لإخواننا في حركة عزم الذين يعملون حاليآ على تحضير الشروط اللازمة للتحول الى حزب سياسي سيثري الساحة السياسية و يقوي المعسكر الوطني النوفمبري الباديسي لا يسعنا إلا أن نعبر في نفس الوقت عن أسفنا الشديد أمام خيار المقاطعة الذي لن يؤذي في شيء جماعة بن يونس بل بالعكس ستستغل الشخصيات الممثلة للأقليات التغريبية غياب الوطنيين لتوجيه النقاشات والمفاوضات والتقارير المرفوعة للسلطة بما يخدم نوايها ومشاريعها الخبيثة٠

تجدر الإشارة أن التيارات الوطنية ليست كلها مع موقف المقاطعة هناك العديد من الشباب الناشطين داخل الحراك تفطنوا الى هذه المسألة وقرروا المشاركة في الحوار لكي لا يتركوا هذه المساحة لممثلي التيار التغريبي لوحدهم وتجدر الإشارة كذلك الى حضور أحزاب المعارضة الوطنية و الإسلامية التي لا يجب الإستصغار بها رغم نقائصها السياسية و التنظيمية المعروفة