مسعود عمراوي يدعو الى إنقاذ المدرسة الجزائرية

دعا، مسعود عمراوي، عضو لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية بالمجلس الشعبي الوطني، إلى ضرورة الاستعجال للقيام لما أسماه “بالمراجعات الأساسية” لإنقاذ أبناء الجزائر وأجيال المستقبل، خاصة بعد ما تم العبث بعقول التلاميذ تحت ذريعة “إصلاح الإصلاحات” أو تحت مسمى “إصلاحات مناهج الجيل الثاني”.
وعرض النائب البرلماني بالتفصيل معاناة المنظومة التربوية في شقها المتعلق بالمناهج ومحتويات الكتب المدرسية في عهد الوزيرة السابقة للتربية، وما نتج عنها من حملة مرتكزة أساسا على المدرسة، والتي لم تكن في الواقع إلا ستارا وتبريرا بمسميات عدة تحت ذريعة مواكبة الإصلاح والعصرنة والحداثة، رغم أن الحقيقة هي خلاف ذلك، على اعتبار أن كل ما تم هو تشويه للتاريخ الوطني وضرب لهوية الأمة في الصميم وسلخها من جذور مقوماتها الحضارية.
وناشد النائب عمراوي رئيس الجمهورية عبد العزيز تبون الذي قدم -حسبه- التزامات مشجعة للغاية في شقيها التربوي والاجتماعي، ويدرك أن أي تقدم علمي حتما لا بد أن يمر عبر بوابة المدرسة، إلى ضرورة القيام بإصلاح شامل للمنظومة التربوية، لأجل محاربة “البزنسة” التي طالت عمليات التأليف والطباعة تحت مسمى إصلاحات مناهج الجيل الثاني، خاصة وأن التحقيقات والتقارير الميدانية تؤكد أنه قد تم طبع قرابة 47 ألف كتاب في مختلف التخصصات، حيث كلف سعر تأليف الكتاب باللغة العربية “مليارا” في حين كلف سعر تأليف كتاب باللغة الفرنسية “مليارين”، دون تمحيص ولا تدقيق، مما نجم عنه أخطاء فادحة، مشددا في ذات السياق أن هناك من ألف خمسة كتب لوحده في ظرف وجيز بالاعتماد على “السلخ” من كتب أجنبية ومن الانترنيت، فيما دعا إلى أهمية فتح تحقيق معمق ومستعجل في العملية.
وأعلن، محدثنا عن رفضه تدمير المدرسة الوطنية واستبدالها بمدرسة مهجنة ممسوخة، على اعتبار أن الحداثة لا تكون نعمة على الأمة إلا إذا استوعبتها الثقافة الوطنية وصارت بعدا من أبعادها، وعنصرا منسجما مع مقومات الشخصية الوطنية، مؤكدا أن الإصلاح الحقيقي هو عمل متواصل من أجل تنمية الإيجابيات، والقضاء على السلبيات، وتفعيل أدوات التقييم، والتوجيه، والتخطيط المحكم، والتسيير الناجع، وليس الإصلاح الذي يُتخذ ذريعة للالتفاف على ثوابت الأمة، أو النيل من مكاسب نضالها الوطني، أو التشكيك في قواعد هويتها المكينة.