الدويري: الغارات الأخيرة تؤكد أنه لم يعد هناك خط أحمر أمام إسرائيل
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة، التي وصفها جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنها الأعنف منذ بدء التصعيد، تدل على أنه لم يعد هناك خطوط حمراء أمام إسرائيل، مضيفا أنّ إسرائيل بدأت بسلسلة من الاغتيالات، بدءًا من فؤاد شكر، ثم استهدفت سلسلة القيادة بفواصل زمنية قصيرة.
وأكد الخبير العسكري أن ردود حزب الله حتى الآن كانت منضبطة وبقيت ضمن إطار المحافظة على الردع، ولم تصل إلى مستوى توجيه ضربات تتناسب مع حجم الاختراقات الإسرائيلية.وأضاف أن إسرائيل وضعت مرحلتين للعملية العسكرية، الأولى هي مرحلة العمل الجوي، والثانية هي العملية البرية المحتملة. وأوضح الدويري أن المرحلة الجوية تستهدف 4 مرتكزات: القوات المنتشرة جنوب الليطاني، مخزونات الصواريخ في العمق اللبناني، البيئة المجتمعية الحاضنة لحزب الله، وسلسلة القيادة، لافتا إلى أن هذه المرحلة قد تستمر لأسابيع، وتهدف إلى كسر إرادة حزب الله والعودة لتطبيق القرار 1701.
وفيما يتعلق بالغارات الأخيرة على الضاحية الجنوبية، أكد الدويري أنها تمثل تصعيدًا كبيرًا، حيث تم تدمير حوالي 300 شقة في 8 مبان. وأضاف أنّ هذا التصعيد يتطلب ردًا يتناسب مع حجمه، مشيرًا إلى أن استهداف صفد لا يكفي، وأنه يجب توجيه الصواريخ نحو تل أبيب للحفاظ على معادلة الردع. وحول ما إذا كان ما حدث يمكن أن يؤمّن صورة نصر يبحث عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، أشار الدويري إلى أن العديد من المحللين الإسرائيليين ينصحون بعدم الذهاب إلى معركة برية قد تستهلك الإنجازات التي تم تحقيقها حتى الآن.
وفيما يخص العملية البرية المحتملة، أوضح الدويري أنها ستكون متعددة الجوانب، مشيرًا إلى أن حزب الله لا يستطيع الدفاع بشكل محكم على مساحة 105 كيلومترات، لكنه سيعتمد على التكيف مع طبيعة الأرض والمقتربات الديموغرافية. وأكد الخبير العسكري أن إعلان حزب الله استهداف صفد دعما لغزة يأتي في إطار ما أسماه نصر الله “وحدة الساحات وتلازم استمرار الجبهات”، مشيرًا إلى أن الأمين العام لحزب الله كان قد أكد أن وقف إطلاق النار لن يحدث إلا بوقف إطلاق النار في غزة.وختم الدويري حديثه بالتأكيد على أنه إذا تأكدت إصابة أو مقتل نصر الله، فإن الرد يجب أن يكون مختلفًا ويطال مدن تل أبيب وهرتسليا والخضيرة.
المصدر : الجزيرة