حقائق وأرقام عن اللغة العربية

رامي زين الدين

الأمم المتحدة تعتمد تاريخ 18 ديسمبر/كانون الأول من كل عام ليكون “اليوم العالمي للغة العربية”، للاحتفال بواحدة من الـ6 لغات السامية

“العربية” ملكة لغات العالم، والأكثر تحدثاً ونطقاً ضمن مجموعة اللغات السامية، كما أنها واحدة من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، قال عنها “أمير الشعراء” أحمد شوقي في بيت شعر كتبه: “إن الذي ملأ اللغاتِ محاسناً.. جعل الجمال وسرّه في الضاد”، ورغم ما تواجهه “لغة الضاد” من تحديات، فإنها تظل ذات خصائص فريدة قد لا يعرفها كثيرون.

لغة الضاد

تعدّ العربية، وفق ما يقول باحثون، الوحيدة في العالم التي تتضمن حرف الضاد، إذ يعتبر من الحروف التي يصعب نطقها، إذ يواجه الأجانب الذين يتعلمون العربية صعوبات كثيرة في نطقه.

ورغم أن بعض علماء اللغة اعتبروا “الظاء” الحرف الخاص بالعرب، استناداً إلى مصادر تاريخية ودراسة تشير إلى أنّ اللغة الحبشية القديمة كانت تحوي حرف “ضاد”، وبافتراض أنّ أحداً لم يزر بلدان المعمورة لفحص لغاتها والتأكد من أن الضاد حكر على لسان العرب، فإن قول المتنبي في قصيدته “وبهم فخر كل من نطق الضاد” يعد انتصاراً لأصحاب تسمية “لغة الضاد”، حتّى باتت هوية للعربية تعرف بها.

422 مليون ناطق

“العربية” واحدة من اللغات الرسمية الـ6 في الأمم المتحدة، لما تحمله من قيمة حضارية وثقافية، إذ تنتمي إلى مجموعة اللغات السامية، وهي واحدة من أكثر اللغات انتشارا، ويتحدث بها أكثر من 422 مليون إنسان حول العالم، وفق إحصائيات الأمم المتحدة، كما تعتبر اللّغة الأولى في مناطق بلاد الشّام وشبه الجزيرة العربيّة وشمال أفريقيا.

واعتمدت الأمم المتحدة، بناء على مبادرة يونسكو، تاريخ 18 ديسمبر/كانون الأول من كل عام ليكون “اليوم العالمي للغة العربية”، وهو اليوم نفسه الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة بإدخال العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة عام 1973.

12 مليون كلمة

قد لا يخطر على بال المرء أن يتساءل عن عدد مفردات لغته، لكن مجرد التفكير يبعث على الفضول، والبحث عن عدد كلمات اللغة العربية التي تتكون من أحرفها الأبجدية الـ28، للوهلة الأولى يبدو إحصاء مفردات لغة تشتهر بثراء مفرداتها وتنوعها أمراً مستحيلاً، بيدَ أن ذلك حدث فعلا، وكانت النتيجة مفاجأة مقارنة بعدد كلمات اللغات الأخرى.

وبينما لا يتجاوز عدد مفردات اللغة الفرنسية 150 ألفا، والروسية 130 ألفا، والإنجليزية الأكثر انتشاراً عالمياً 600 ألف، وصل عدد مفردات اللغة العربية دون تكرار إلى ما يزيد على 12 مليون كلمة، ما يعني 25 ضعف عدد مفردات اللغة الإنجليزية.

مفردات أجنبية عربية الأصل

عندما مرت أوروبا بـ”عصر الظلمات”، خلال القرن الـ١٥ الميلادي، كانت النهضة العربية والإسلامية في أوجها، فتعلم الغرب ونقل من العرب العلوم والمعارف، إذ كانت “العربية” لغة العلم والمعرفة واستمرت لقرون عدة.

ورغم حالة الركون العلمي والبحثي التي يشهدها العالم العربي في مقابل التفوق الغربي الواضح، فإنّ الكثير من المصطلحات والمفردات التي يستخدمها الغرب اليوم هي ذات أصل عربي، منها على سبيل المثال لا الحصر الكيمياء والكحول والجبر والخوارزمية والسكر والجمل والكهف، بحسب ما ورد في كتاب “10 آلاف كلمة إنجليزية من أصل عربي” الصادر عام 1977 للدكتور سليمان أبو غوش، فهناك الكثير من الكلمات العربية التي تأثرت بها الحضارة الغربية ودخلت بقوة في أبجديات اللغات الأجنبية، لتؤكد أهمية العربية وقدرتها الكبيرة على التعبير والتأثير.

ونشر عام 2017 معجم إنجليزي جديد، للبروفيسور العراقي مهند الفلوجي، يزعم أن نحو 25 ألف كلمة في اللغة الإنجليزية جذورها عربية، واستغرق الكاتب نحو 24 عاما في إعداد الكتاب، الذي ضم أكثر من 3 آلاف جذر لكلمات إنجليزية، تشكل 25 ألف كلمة من أصل عربي.

المصدر: العين الإخبارية