“بوليتكو” : الصين تراهن على ماكرون لتخلص اوروبا من النفوذ الأمريكي

أفادت صحيفة “بوليتكو” الأميركية، اليوم الاثنين، أنّ الرئيس الصيني شي جين بينغ وجّه رسالةً واحدة ومهمة لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع، مفادها “لا تدع أوروبا تنغمس في الألعاب الأميركية”.

ووفق الصحيفة فإنّ الأزمة الأوكرانية والعملية العسكرية الروسية عززتا التحالف بين أوروبا والولايات المتحدة، وأثّرتا أيضاً على التجارة العالمية، ونشّطتا حلف الناتو، كما أجبرتا الحكومات على النظر في ما يمكن أن يحدث فجأة في الشؤون العالمية.وأشارت الصحيفة إلى أنّ بكين لا ترحّب بالأمور أعلاه، وهي التي لا تزال تنظر إلى واشنطن على أنها خصمها الاستراتيجي. المسؤولون الأميركيون والصينيون يعرفون  أن سياسة أوروبا تجاه بكين بعيدة كل البعد عن التسوية لذلك فإنّ المسؤولين الأميركيين يحذرون من استعداد الصين لإرسال أسلحة إلى روسيا وتحدّثوا عن مخاطر السماح لشركاتِ التكنولوجيا الصينية بالوصول غير المقيّد إلى الأسواق الأوروبية، مع بعض النجاح.

ولفتت الصحيفة إلى أنّه جرى حظر تطبيق تيك توك المملوك للصين، من الهواتف الحكومية والإدارية في عدد من المواقع في أوروبا، بما في ذلك مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل. كما دفع الضغط الأميركي الهولنديين إلى فرض ضوابط تصدير جديدة على مبيعات معدات أشباه الموصلات المتقدّمة إلى الصين.ومع ذلك، فإنّ رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين رفضت فكرة فصل أوروبا عن الاقتصاد الصيني تماماً. فمن وجهة نظر بكين، يُعدّ هذا اختلافاً كبيراً آخر عن البيئة التجارية المعادية التي تُروّج لها الولايات المتحدة. الصحيفة قالت إنّه في هذا الأسبوع فقط، وقّعت 36 شركة صينية وفرنسية صفقاتٍ جديدة أمام ماكرون وشي، فيما قالت وسائل الإعلام الحكومية الصينية إنّه علامة على “عدم تراجع الثقة في السوق الصينية للشركات الأوروبية”.

بكين اعتبرت ماكرون الشريك الطبيعي للمساعدة في تجنّب تراجع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين، خاصّة وأنّ أنجيلا ميركل – المفضلة سابقاً – لم تعدّ مستشارةً ألمانية.وأوضحت “بوليتكو” أنّ استعداد ماكرون للتعامل مع أيّ شخص – بما في ذلك اتصالاته التي تعرّضت لانتقاداتٍ شديدة مع بوتين قبل عمليته العسكرية في أوكرانيا – جعله جذاباً بشكلٍ خاص حيث سعت بكين إلى دقّ إسفينٍ بين الاستراتيجيات الأوروبية والأميركية بشأن الصين.ورأت الصحيفة أنّ الحكم الذاتي الاستراتيجي، الذي يُركّز على السياسة الخارجية الفرنسية والذي يُنادي به ماكرون، هو المُفضّل لدى الصين، التي ترى الفكرة كدليل على بُعد أوروبا عن الولايات المتحدة.

(الميادين)