صحيفة “العرب” تشن حملة كاذبة ضد الجزائر
الموقف ـ محمد إبراهيم – شنت مؤخرآ صحيفة “العرب” الصادرة بلندن والممولة إماراتيآ حملة مغرضة ضد الجزائر وذلك بقلم أحد صحافحييها المرتزقة الذين يشتغلون لصالح المخزن. وراح الإعلامي المأجور يزعم بأن الجزائر أصبحت منصة تتولى الدفاع عن مواقف ومصالح قطر في منطقة المغرب العربي.
ويفند المراقبون الذين يعرفون جيدآ السياسة الخارجية الجزائرية تلك المزاعم التي لا أساس لها من الصحة. من المعروف أن الجزائر لها سياسة خارجية مبنية على مبادئ عدم الإنحياز ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتفضل دومآ حل الخلافات الدولية بالطرق السلمية بالإستناد الى القوانين الدولية. ففي عز الأزمة بين دول الخليج وقفت الجزائر على مسافة واحدة بين الفرقاء ولم تنجر وراء أي طرف. وهذا ما فعلته الجزائر أمام نزاعات أخرى مثلما حدث ومازال يحدث في ليبيا واليمن.
ربما يرى البعض أن مواقف الجزائر متطابقة أحيانآ مع الموقف القطري مثلما هو الحال في ليبيا حيث تؤيد كلا الدولتين حكومة طرابلس المعترف بها دوليآ ولكن هذا لا يعني أن الجزائر تتفق مع قطر في جميع الملفات. ففي الملف السوري مثلآ هناك تباين كبير في المواقف فالجزائر مع عودة سوريا الى الجامعة العربية بجانب الإمارات والسعودية ومصر وسلطنة عمان. وأما فيما يخص الملف التونسي الذي له حساسية كبيرة بالنسبة للجزائر فمن المعروف أن قطر تساند “النهضة” بينما الجزائر تؤيد الشرعية الدستورية التي يمثلها الرئيس المنتخب قيس سعيد.
من الممكن أن نختلف مع مقاربة الدبلوماسية الجزائرية في ملفات شائكة مثل الملف الليبي ولكن من غير المعقول إتهامها بالتبعية لطرف معين وكيف لدولة مثل الجزائر التي ترفض الضغوطات والإملاأت الأمريكية أن تقبل بالتبعية لدولة بحجم قطر مع كل إحترامنا لأشقائنا في قطر ؟ الإعلاميون المغاربة الذين يقتتون من فتات المنابر التي تمولها دول الخليج همهم الرئيسي هو ضرب المواقف والمصالح الجزائرية وحسب المنبر المتاح لهم تراهم تارة يحاولون ضرب العلاقات الجزائرية ـ القطرية أو العلاقات الجزائرية ـ التركية وتارة أخرى يحاولون ضرب العلاقات الجزائرية ـ الإماراتية أو العلاقات الجزائرية ـ السعودية أو العلاقات الجزائرية ـ المصرية. وذلك باللجوء الى تضخيم إختلافات عادية في قراءة بعض الأزمات المعقدة وإختراع خلافات وهمية تصب جميعها في صالح القوى التي تستثمر في الإنقسامات بين دول المنطقة من أجل إستنزاف مواردها و إبقاء السيطرة الخارجية على مقدراتها وخيراتها.