الجيش المصري يطالب بتأمين جنوده المتواجدين في السودان في مهمة تدريبية

بعد سيطرة قوات الدعم السريع السودانية على قاعدة مروي الإستراتيجية، نشرت مقطعا مصورا على حسابها في تويتر قالت إنه لجنود مصريين “استسلموا” لها في القاعدة العسكرية كانوا ضمن كتيبة من الجيش والقوات المصرية. وتحتضن القاعدة الجوية في مروي (شمالي السودان) تدريبات عسكرية ومناورات جوية مشتركة بين الجيشين السوداني والمصري، بدأت في شهر مارس 2021 تحت اسم (نسور النيل 2) وجرت بمشاركة مجموعات من القوات الجوية وقوات الصاعقة من البلدين.يقتصر وجود الجيش المصري، حسب بيان القوات المسلحة، على التدريبات والمناورات المشتركة مع نظيره السوداني، ولكنها لم تكشف عن عدد هؤلاء الضباط والجنود الذين احتُجزوا. وأهاب الجيش المصري ءفي بيان على فيسبوكء بالحفاظ على أمن قواته هناك وسلامتها. وأشار البيان إلى أن وجودهم يأتي “في إطار وجود قوات مصرية مشتركة لإجراء تدريبات مع نظيراتها في السودان. ويجري التنسيق مع الجهات المعنية في السودان لضمان تأمين القوات المصرية”.

وأثار المقطع المصور ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بالتزامن مع إجراء القاهرة اتصالات إقليمية ودولية مكثفة لاحتواء الأزمة التي تهدد استقرار جارها التاريخي. وردت قوات الدعم السريع على صفحتها بموقع تويتر “رسالتنا لإخواننا المصريين: أولادكم في الحفظ والصون وفي مكان آمن، ومستعدون لتسليمهم للحكومة المصرية”، مشيرة إلى أن “الكتيبة المصرية لا تعدّ عدوا وسلمت نفسها دون مقاومة”.

و إستبعد اللواء محمود منير حامد، المحلل العسكري وعضو المجلس المصري للعلاقات الخارجية، أن يهدف إظهار الجنود المصريين في المقطع المصوّر إلى توريط مصر في النزاع الدائر. وقال حامد في حديث للجزيرة إن “قوات الدعم السريع أخطأت عندما تعاملت مع الجنود المصريين في قاعدة مروي ضمن مهمة تتعلق بإجراء مناورات وتدريبات مشتركة بالشكل الذي رأيناه، ولا يمكن المساس بهم بأي حال من الأحوال”، وهو ما أكده حميدتي لاحقا.وبشأن حجم دور القوات المصرية وطبيعته في السودان، يوضح حامد أنه لا توجد قوات مسلحة مصرية بالمعنى العسكري المعروف، ولكن هناك تعاونا بين الجيشين المصري والسوداني من خلال تدريبات ومناورات مشتركة بأعداد محدودة ولمدة معينة في مهمة محددة، وتنفذ على نحو رسمي.ويؤكد المحلل العسكري أن مصر تقف على الحياد من الأزمة في السودان، ولكن تقع على عاتقها مهمة العمل على إزالة الخلافات الموجودة والوصول إلى تسوية مقبولة وتجنب التصعيد العسكري، والدعوة للجلوس والتفاوض والتوافق حيث إن بعض القوى السودانية لا تقبل بدور مصري أكبر من ذلك.

(المصدر: الجزيرة)