ألمانيا تحظر تجمعات مؤيدة لفلسطين في ذكرى النكبة بحجة أنها تشكل “دعوة للكراهية”

رفضت السلطات الألمانية منح تراخيص لمظاهرات وتجمعات مؤيدة للفلسطينيين ببرلين بمناسبة ذكرى النكبة، وقالت الشرطة الألمانية إن هذه الفعاليات تتضمن دعوة إلى الكراهية، وتنكر حق إسرائيل في الوجود، وأشارت إلى صلات مزعومة بين التظاهرات وتنظيمات فلسطينية.

وكانت وكالة الأنباء الألمانية ذكرت أمس السبت أن المحكمة الإدارية الإقليمية برلين-براندنبورغ أيدت حظرا فرضته الشرطة في برلين على مظاهرة فلسطينية كان من المقرر تنظيمها في العاصمة الألمانية أمس السبت، كما أعلنت المحكمة أن قرار الحظر لم يعد قابلا للطعن.وكانت المحكمة الإدارية في برلين -وهي محكمة أدنى درجة- أيدت في وقت سابق الحظر الذي قررته الشرطة للمظاهرة بحجة وجود خطر ترديد “هتافات معادية للسامية وتحريضية، وتمجيد للعنف، والتعبير عن الاستعداد لاستخدام العنف، وما ينجم عن ذلك من تخويف وأعمال عنف”، على حد وصف الشرطة. وسجل نحو 1000 شخص مشاركتهم في “مظاهرة من أجل الحق الأساسي في حرية التجمع وحرية التعبير في الذكرى 75 للنكبة” في ميدان هيرمانبلاتس بحي نويكولن في برلين.

وفي نفس السياق أزالت الشرطة الألمانية لافتات كانت معلقة على أحد جدران شارع بالعاصمة برلين، وتحمل اسم وصور الشهيد الفلسطيني الشيخ خضر عدنان.ونشر حساب التواصل الاجتماعي التابع لشبكة “صامدون” مقطع فيديو يوثق إزالة رجال شرطة برلين للافتات. وشبكة “صامدون” هي منظمة أميركية أوروبية مناصرة للقضية الفلسطينية وخاصة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.وبحسب المنظمة، فقد أزالت الشرطة اللافتات من “شارع العرب” في العاصمة برلين، وظهر في الفيديو 3 شرطة وهم يمزقون صور العلم الفلسطيني وخضر عدنان، الذي استُشهد في سجون الاحتلال الإسرائيلي.واعتبرت شبكة “صامدون” أن ما فعلته شرطة برلين يندرج تحت محاولات الدولة الألمانية “التضييق على الفلسطينيين وأنصار القضية الفلسطينة”.وكتبت المنظمة مستنكرة “بعد منع المظاهرات في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني في أبريل/نيسان الماضي، ومنع مظاهرات ذكرى النكبة في مايو/أيار الجاري، ها هي اليوم تزيل جدارية الشيخ الشهيد خضر عدنان من أحد جدران شارع العرب في برلين”.وأضافت “وكما كان الشيخ البطل شوكة في حلق الصهاينة في حياته، فلا يزال شوكة في حلقهم بعد استشهاده”. وكانت شرطة برلين قد منعت مظاهرتَين يومي السبت والأحد الماضيين (13ء14 مايو/أيار الحالي) لإحياء ذكرى النكبة الـ75، بحجة “ترديد شعارات معادية للسامية وتشجيع العنف”.

للإشارة قامت الأمم المتحدة يوم الاثنين 15 مايو بإحياء ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني بفعالية كبيرة بمقر المنظمة بمدينة نيويورك. وكانت البعثة الفلسطينية، وبدعم من وفود مصر والأردن والسنغال وتونس واليمن بالمنظمة، قد نجحت في 30 نوفمبر 2022 في تمرير قرار إحياء الذكرى، بأغلبية 90 صوتا مقابل 30 وامتناع 47 دولة عن التصويت. ويطلب القرار من شعبة حقوق الفلسطينيين بالأمانة العامة تكريس أنشطتها عام 2023 لإحياء الذكرى 75 للنكبة، بما في ذلك إقامة حدث رفيع على المستوى الرسمي في قاعة الجمعية العامة صباح يوم 15 مايو.

المصدر : الجزيرة