عبد الكريم بونجاح يدعو الحكومة للإعتماد على الإطارات الوطنية

وصف الأستاذ عبد الكريم بونجاح رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية السياسة التي انتهجت سابقا من طرف مسؤولين كانوا على رأس القطاع بـ”الفاشلة” قائلا إن الوضع ازداد سوءا خاصة بمجيء الوزيرة بن غبريط، ولم يتمكن القائمون حتى على استغلال الموارد المالية التي كانت موجودة خلال فترة البحبوحة، وأرجع بوجناح ذلك إلى عدم اعتماد الحكومة على إطارات وخبراء وتكوينهم من أجل النهوض بقطاع التربية، بل عكس ذلك لم يتم توظيفهم خلال عمليات الإصلاح واستقدام خبراء من خارج الوطن.
وعرج المتحدث خلال تدخله بالندوة إلى المشاكل التي يعاني منها قطاع التربية قائلا “إنها السبب الرئيس في ضعف المستوى التعليمي بالجزائر، أولها ما تعلق بالمناهج والتي تضمنت –حسبه- أخطاء كثيرة، خاصة الكتب المدرسية التي احتوت دروسا غير متطابقة ومستويات التلاميذ، إلى جانب ضعف تدريس اللغات الأجنبية، وكذا طريقة طرح الأسئلة خلال الامتحانات التي اعتبرها المتحدث “غريبة” جدا، كما استغرب عمليات التقييم لأداء التلاميذ داخل الأقسام، قائلا إن كل ذلك ما هو إلا إشارة واضحة على الإخفاق في سياسة الإصلاح.
وفيما يخص برنامج الرئيس قال المتحدث إنه في حالة وجود نية حسنة من طرف السلطة لتحسين قطاع التربية، لابد من الأخذ بعين الاعتبار الوضعية الاجتماعية للمعلم، الذي يعتبر الأضعف بالجزائر ولم يتراوح الأجر الأدني منه 32 ألف دينار منذ سنة 2014 دون اعتبار لسنوات الخبرة التي يقضيها في المهنة، وهو الأجر الذي لا يوفر حتى أبسط المتطلبات له وبشكل خاص السكن قائلا “مرتب المعلم في الجزائر لا شيء”.
وفي ذات السياق أشار المتحدث إلى ضرورة إعادة النظر في ملف التوظيف، بعدما أصبح القطاع الوحيد الذي يوظف بالجزائر حاملي شهادات لا علاقة لهم بالتعليم، بوجود ضعف في مستوى اللغة العربية وبعض المواد العلمية نتج عنه أخطاء كارثية في برامج التعليم.
من جهة أخرى تأسف عبد الكريم بوجناح عن تغييب المعلم والمدير والمفتش في عملية الإصلاح، واعتماد الحكومة على خبراء نتج عنه جيل ثان فاشل وتلاميذ أميون لا يحسنون حتى الكتابة والقراءة، منهم من لا يفرق بين الآية والحديث وأعطى أمثلة عن ضعف اللغات الأجنبية والمواد العلمية، حسب بعض الحالات التي وقف عليها أساتذة بالطور المتوسط منهم من تلقوا تعليما ابتدائيا بمدارس خاصة.
وطالب المتحدث في ختام تدخله بضرورة تعيين وزراء من أبناء القطاع، وفتح باب التحقيق حول الطرق المشبوهة التي تم بها تنصيب مديري التربية أغلبهم نصّبوا عن طريق المحسوبية، مقابل تهميش الكفاءات وهو أحد أسباب فشل المنظومة على حد قوله