الجائزة المرموقة “ناسيونال جلوب إنارجي آواود” لفريق بحث جزائري

منحت المؤسسة النمساوية “إنارجي جلوب فوندايشن” اليوم الخميس الجائزة المرموقة “ناسيونال جلوب إنارجي آواود” لفريق بحث جزائري من وحدة تطوير التجهيزات الشمسية لبو اسماعيل (تيبازة) شارك في المسابقة بمشروع بحث طاقوي مستديم و ذلك في حفل حضره سفير النمسا و إطارات وزارة التعليم العالي و البحث العلمي.

ويتعلق الأمر بمشروع “تثمين النفايات الصناعية لإنتاج عازل حراري و صوتي للبنايات من أجل نجاعة طاقوية أفضل” لفريق بحث جزائري قاده الباحث مراد شيخي منذ سنتين بوحدة تطوير التجهيزات الشمسية ببو إسماعيل من خلال ابتكار مادة طبيعية انطلاقا من النفايات الصناعية لمجمع الورق و التغليف “تونيك”.

ويقضي الابتكار باستغلال المياه الصناعية لمجمع “تونيك” الذي ينتج سنويا نحو 30 مليون طن من النفايات بعد تجفيفها عن طريق جهاز يعمل بالطاقة الشمسية و من ثمة استخلاص عجينة الورق التي يتم بدورها تحويلها لمادة طبيعية يمكن استعمالها كعازل حراري و صوتي في قطاع البناء عوضا عن استعمال مواد أخرى غير صديقة للبيئة يتم استيرادها من الخارج، كما شرح لـ/وأج/ الباحث شيخي.

كما يمكن للمادة الطبيعية المبتكرة أن تستعمل في تطبيقات أخرى و عدة قطاعات على غرار التجهيزات الشمسية، حسب الباحث شيخي ذو ال37 ربيعا الذي التحق بفريق البحث لوحدة تطوير التجهيزات الشمسية سنة 2009، الذي شدد ان الهدف الرئيسي من البحث يكمن في ترقية استعمال النفايات الصناعية و جعلها مواد أولية طبيعية.

و بعد أن أعرب عن سعادته و سعادة كل فريق البحث بهذا التميز الذي منحته إياه المؤسسة النمساوية، دعا الباحث المتعاملين الاقتصاديين إلى الاهتمام بهذا الابتكار إلى جانب العديد من الابتكارات التي نجح باحثو مختلف وحدات مركز تطوير الطاقات الشمسية في ابتكارها.

و أضاف ان ما يمثل نسبة 69 بالمائة من المياه الصناعية لمجمع تونيك هي مياه ملوثة يمكن بفضل هذا الابتكار استغلالها و استخلاص عجينة الورق كمادة أولية و عزل الروائح الكريهة، مؤكدا ان التجارب الفيزيائية و الكيميائية التي أجريت على المادة المبتكرة أثبتت نجاعتها و عدم خطورتها على صحة الإنسان.

من جهته، ثمن سفير دولة النمسا بالجزائر، بيتر آلسنار ماكاي، الذي أشرف على حفل تكريم طاقم البحث، هذا التميز في مشروع الابتكار معتبرا إياه ب”المهم جدا” خدمة للطاقة المستديمة و خدمة للإنسانية، منوها بنجاح فريق البحث لتطوير تقنيات لتثمين استعمال نفايات الورق و استغلالها كعازل حراري أو صوتي في البنايات.

وأعرب عن أمله في رؤية هذا المشروع معمم من قبل شبكة الصناعات الورقية لفائدة الإنسانية قاطبة للتقليص من حدة الاحتباس الحراري الذي يعاني منه العالم، مبرزا أن الجائزة الممنوحة اليوم “وطنية” شاركت فيها 187 دولة من خلال مشاريع بحث علمي و ابتكارات طاقوية صديقة للبيئة.

وسيسمح هذا التميز لفريق البحث بوحدة تطوير التجهيزات الشمسية من المشاركة في جائزة “دولية” تمنحها نفس المؤسسة بعد تميز باحثوها على الدول التي ينتمون إليها، حسب سفير النمسا بالجزائر.

وكشف عن مشاركة 25 ألف مشروع بحث علمي و ابتكار طاقوي مستديم منذ تأسيس الجائزة سنة 1999 التي تعد أوسكار استحقاق للباحثين و تشجيعا و تحفيزا لهم لمواجهة الاحتباس الحراري.

من جهته، قال مدير وحدة تطوير التجهيزات الشمسية، بلقاسم بوزيدي، ان الجائزة “تمثل حافزا آخرا لكل طواقم البحث العلمي بالوحدة التي تعمل على عديد المشاريع موزعة على أربعة محاور أساسية + البيئة و الطاقة و الفلاحة و السكن+ لابتكار نماذج تجهيزات خاصة بتحلية مياه البحر و التجفيف الشمسي و العوازل السكنية الحرارية و تسخين المياه و تبريدها و تثمين مواد البناء إلى غيرها من المشاريع الأخرى.”

من جانبه، أكد المدير العام لمركز تنمية الطاقات المتجددة، ياسع نور الدين، على توفر الإرادة لتشجيع و تحفيز كل فرق البحث من خلال وضع كل الإمكانيات المادية و التقنية تحت تصرفهم معربا عن فخزه لتميز مشروع البحث تثمين النفايات الصناعية و فوزه بالجائزة التي تعد أفضل مسابقة على المستوى الدولي في مجال البحث حول الطاقات المستديمة كتحدي مستعجل لحماية الكون.