لماذا كان إحتفاء الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج بيوم الشهيد متواضعآ ؟

الموقف ـ محمد إبراهيم ـ يمثل الاحتفاء بيوم الشهيد، المصادف ل 18 فبراير من كل عام، فرصة لاستحضار المراحل الهامة لحرب التحرير الوطني وتضحيات شهدائنا. والهدف من احياء هذا اليوم هو الحفاظ على أسس الوحدة الوطنية وتعزيزها،

وفي هذا السياق تجمع عشرات الجزائريين والجزائريات المقيمين بالخارج في عدة مدن تأكيدآ لتمسكهم القوي بالوطن الأم وبكل ما ترمز له تضحيات الشهداء من أجل جزائر مستقلة عصرية ديمقراطية وإجتماعية. وقام أفراد الجالية الجزائرية بتجمعات سلمية في مدن عديدة مثل مونريال بكندا ولشبونة ولندن ومرسيليا و لكن للأسف منعت السلطات الفرنسية التظاهرة في العاصمة باريس لأسباب واهية ورغم ذلك حضر عشرات من أفراد الجالية الى مكان التجمع.

إحتفاء أفراد الجالية الجزائرية بيوم الشهيد أمر يشرف جميع الذين كانو في الموعد ولكن السؤال يبقى مطروح لماذا هذا العدد المتواضع مقارنة بأهمية المناسبة وبحجم الجالية الجزائرية بالخارج ؟ لنتصور عدد المتظاهرين لو كان الأمر يتعلق بانتصار للمنتخب الوطني لكرة القدم أو في حالة ما دعت حركة الماك العنصرية الى تجمع في باريس أو مونريال ؟ وإذا كان من يقول أن مثل هذه التظاهرات محكوم عليها بالفشل مادامت مرتبطة سياسيآ وتنظيميآ بالهيئات القنصلية فهناك سؤال آخر يفرض نفسه في هذه الحالة : لماذا لا تنظم الجمعيات المدنية من جانبها وبصفة مستقلة تظاهرتها بهذة المناسبة لتعبر في نفس الوقت عن مطالبها الديمقراطية المشروعة وعن تمسكها بالوحدة الوطنية وإستقرار مؤسسات الدولة ؟

للأسف الشديد الإعلام الجزائري المكبل لا يطرح مثل هذه الأسئلة ويكتفي بنشر تقارير تقوم بتضخيم الأحداث في الوقت الذي يتطلب فيه الأمر تشخيص المرض ومعالجته جديآ من أجل خلق بيئة إجتماعية وسياسية تسمح للجماهير الواسعة في الداخل والخارج بالمشاركة الفعلية في الدفاع عن الجزائر وعن الدولة الوطنية بطابعها السيادي والإجتماعي التي لا تزول بزوال تبون أو شنقريحة أو غيرهما.