الصين تطور منظومة دفاعية ضد الدرونات تعتمد على أشعة الليزر
أصبح سلاح الطائرات المسيٌرة (الدرون) من أبرز عوامل التفوق في الحروب الحديثة مثلما يظهر ذلك جليآ من خلال دروس الحرب الروسية ـ الأوكرانية وإذا كان الإهتمام المتزايد بهذا السلاح لدى الجيوش أمرآ طبيعيآ فإن الإهتمام بوسائل وتكنولوجيات ردع هذا السلاح لا تقل أهمية وتسارع الجيوش في اكتشاف وإختراع أنجع الأنظمة الدفاعية ضد الدرونات. ونشر مؤخرآ الموقع المتخصص في شؤون الدفاع Defense One تقريرآ حول التكنولوجيات التي توصلت اليها الشركات الصينية في هذا المجال الحساس.
لقد كان من أبرز ما عُرض في معرض “جوهاي” الجوي لشهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (وهو المعرض التجاري العالمي الوحيد للطيران والفضاء الذي أقرّته حكومة الصين، بدعم من الصناعات الجوية الصينية) هو نظام الدفاع بالليزر “إل دابليو 30” (LW-30)، وهو سلاح “قاتل للطائرات المُسيَّرة” محمول على مركبات طوِّرت من قِبَل “مجموعة سانجيانغ الفضائية الصينية”. ويُعَدُّ السلاح بمنزلة نسخة “مُحسَّنة” من السلاح الذي ظهر للمرة الأولى في معرض عام 2018. ويُحاكي “LW-30” إلى حدٍّ كبير نظام “القاتل الصمت” الذي أنتجته شركة “بولي تكنولوجيز” الصينية (Poly Technologies) ونشرته المملكة العربية السعودية على أراضيها في سبتمبر الماضي. تقول شركة سانجيانغ ووسائل الإعلام الحكومية في الصين إن المُسيَّرة الصغيرة الموجودة على بُعد بضعة كيلومترات، وإن الأمر يستغرق بضع ثوانٍ فقط يقوم بعدها النظام المضاد للمُسيَّرات بالدوران وإطلاق نيرانه (أو بالأحرى أشعته الخاصة) ثم التوجه نحو الهدف التالي. ويُعَدُّ استخدام الطاقة الكهربية لإسقاط المُسيَّرات أقل تكلفة بكثير من الذخائر المادية؛ حيث تشير تقديرات سانجيانغ إلى أن تكلفة مهمة تدمير المُسيَّرة الواحدة باستخدام الطاقة تبلغ تقريبا 1.75 دولار فقط.
إن التطوير الذي تُجريه الصين لسلاح “LW-30” والأسلحة الأخرى المضادة للمُسيَّرات يُبنى على الاهتمام المتزايد بحروب المُسيَّرات والأنظمة المضادة للمُسيَّرات، الذي ظهر في الكتابات العسكرية لجيش التحرير الشعبي الصيني. على سبيل المثال، يشير كتاب “علم الإستراتيجية العسكرية” الصادر عام 2020، وهو كتاب تعليمي متعلق بالنظرية العسكرية أصدرته أكاديمية العلوم العسكرية التابعة لجيش التحرير الشعبي، إلى أن “الأنظمة الذكية المُسيَّرة غدت قوة حتمية لا غنى عنها في ساحة المعركة [في القرن الحادي والعشرين]”، خاصة مع وجود دول مثل الولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا تستخدمها لتحقيق مكتسبات هائلة على الأرض.وقد كتبت وسائل الإعلام الصينية بدورها في الآونة الأخيرة عن الدور الحاسم للطائرات المُسيَّرة في الحرب بين أرمينيا وأذربيجان عام 2020، وكذلك في الحرب الروسية الأوكرانية الجارية منذ عام ونيف. ففي كلا الصراعين، عانت الدفاعات الجوية في محاولاتها لوقف الطائرات المُسيَّرة، التي استُخدِمَت بديلا عن الطائرات المقاتلة التقليدية للقيام بالمهام القتالية والاستخباراتية ومهام المراقبة والاستطلاع، وهي بديل أقل تكلفة نسبيا ولكنه ذو فاعلية جيدة.
أشار المقال أيضا إلى أن المطلوب لمواجهة المُسيَّرات هو شبكات ثلاثية الأبعاد ومتعددة المجالات، بحيث تتكوَّن من معدات للكشف وأسلحة مضادة للمُسيَّرات تُعزِّز مدى وسرعة الإنذار المُبكر وإمكانية الاعتراض. وبشكل أكثر تحديدا، تبرز هنا تقنيات مثل الأسلحة الشبكية المضادة للطائرات، والتداخل الإلكتروني لتشويش الملاحة والاتصالات، وأشعة الطاقة المُوجَّهة (أي أسلحة الليزر مثل “LW-30”)، وأسلحة الميكرويف عالية الطاقة، وأنظمة مضادات الطائرات المُسيَّرة.وتعمل المؤسسات الصناعية العسكرية الصينية بالفعل على هذه القائمة. وتقود معظم هذه الجهود شركة الصين للعلوم والصناعة الجوية-الفضائية (CASIC)، وهي شركة عملاقة مملوكة للدولة، والشركة الأم لمجموعة سانجيانغ الفضائية الصينية. كما لعبت العديد من الكيانات الأخرى أدوارا رئيسية في هذا الصدد، بما في ذلك “بولي تكنولوجيز” الصينية، وشركة تكنولوجيا الإلكترونيات الصينية (CETC)، والأكاديمية الصينية للفيزياء الهندسية (CAEP).
المصادر: “ديفانس وان” ، الجزيرة