خيارات الجيش الجزائري في مواجهة التوغل الصهيوني في المنطقة وصيانة الأمن القومي

الموقف ـ تطرح ٱفاق التعاون العسكري الصهيوني ـ المغربي تحديات أمنية جديدة وخطيرة لا يجب الإستهانة بها خاصة وأنها جاءت بالتوازي مع عقد صفقات تسليح نوعية بين واشنطن والرباط تشمل طائرات F16V ودرونات MQ-9 وحوامات AH-64 أباتشي وراجمات صواريخ من نوع M-270 MLRS التي برهنت على فاعليتها في حرب اوكرانيا.

لم ينتظر الجيش الجزائري حرب أوكرانيا ولا الصفقة الإسرائيلية ـ المغربية في مجال الدرونات الهجومية ليتوجه نحو هذا السلاح الجديد الذي يقول عنه الخبراء العسكريون بأنه في طريق تغيير قواعد الحرب الحديثة ولكن هناك مؤشرات تقول بأن قيادة الجيش الوطني الشعبي قررت خلال السنتين الماضيتين الإسراع في وتيرة التجهيز والتحكم في سلاح الدرونات المستوردة و المصنعة محليآ. وفي هذا السياق حصلت الجزائر في شهر ماي 2023 على أول دفعة من طائرات الدرون المسيرة عن بعد من نوع “وينغ لوونغ 2” التي تصنعها الصين، حيث أكد موقع “ديفينسا” الإسباني المتخصص في أخبار صفقات التسلح، عن وصول الدفعة الأولى إلى الجزائر في شهر ماي 2023. ووفق ذات المصدر، فإن الجزائر كان قد وقعت اتفاقا مع الصين للحصول على 24 طائرة درون “وينغ لوونغ 2”. ويأتي حصول الجزائر على هذه المسيرة الصينية على بُعد أشهر من حصول المغرب على الدفعة الثانية من هذه الدرون، علما أن الجيش المغربي يمتلك سربا من هذه الطائرات في نسختها الأولى إستفاد منها كهدية من دولة الإمارات. “.

وفي نفس الموضوع كشف موقع “Military Africa” المتخصص في الشؤون والأخبار العسكرية في القارة السمراء أن الجيش الجزائري حصل مؤخرا على أربع طائرات مسيرة من طراز “WJ700 الچون”، التي تُصنعها شركة “CASIC” المملوكة للحكومة الصينية، ووفق موقع “ديفينسا” المتخصص في الصفقات العسكرية وأخبار الدفاع، فإن الجزائر عقدت في شهر مارس 2023 صفقة مع الشركة التركية المتخصصة في صناعة الطيران “طإى” من أجل اقتناء 10 طائرات بدون طيار من نوع “Anka-S” لتكون ثاني بلدان في المغرب العربي يقتني هذا النوع من المسيرات بعد تونس. وقبل ذلك في أكتوبر 2022 طلبت القوات الجوية الجزائرية ست طائرات بدون طيار تركية من شركة طإى من نوع Aksungur وهي نسخة أكثر حداثة وأكبر وأداء أفضل من نظيرتها Anka S

ولم يكتف الجيش الجزائري بإستيراد هذه الدرونات الصينية والتركية بل عمد على تصنيع درونات محلية عن طريق دمج تكنولوجيات أجنبية متطورة و للتذكير قامت طائرات دون طيار جزائرية الصنع من طراز”الجزائرء 55″ خلال الأسبوع الأخير من شهر جوان 2018، بتنفيذ عدة طلعات استطلاعية جوية بغرض تدمير أهداف للجماعات الإرهابية، مواصلة لعمليات الاستخدام الميداني لهذا العتاد المتطور في عمليات مكافحة الإرهاب وحماية الحدود الوطنية، . ووصف أنذاك المرحوم الفريق احمد قايد صالح النتائج الاولية للتمرين التجريبي لاستعراض طائرات بدون طيار الذي شهده الميدان المركزي للجو بحاسي بحبح ب”المشجعة والمتجاوبة تماما مع ما كنا نصبو إليه” وما من شك أن الجيش الوطني الشعبي المدعم منذ سنتين بميزانية تفوق 20 مليار دولار يكون قد واصل الجهود على نفس الدرب في سبيل توطين و تطوير صناعة الدرونات والصواريخ من أجل تعزيز قدراته القتالية في إطار الدفاع عن التراب الوطني. .