الذكرى الـ 70 لاندلاع الثورة المجيدة : مناسبة لاستلهام العبر والإعتزاز بإنجازات الجزائر المستقلة
أكدت مجلة “الجيش” في افتتاحية عدد خاص أفردته لسبعينية اندلاع ثورة 1 نوفمبر 1954, أن هذه الذكرى مناسبة لاستلهام العبر واستمداد القوة على نهج الجزائر السيدة المنتصرة, مشددة على أنه حري بالجزائريين الاعتزاز بما تم تحقق من إنجازات خلال مسيرة مظفرة, قاطرتها الشباب المتمسك بتاريخه العريق والمفتخر بأسلافه الأمجاد.
ولفتت الإفتتاحية التي حملت عنوان: “على خطى الأبطال” إلى أنه “تستوقفنا هذه الذكرى الغالية لنستلهم منها الدروس والعبر ولنستمد منها قوتنا ونحن نحث الخطى على نهج الجزائر السيدة والمنتصرة”.كما ذكرت بمواقف الجزائر “المدافعة عن القضايا العادلة في العالم والشعوب المقهورة, وعلى رأسها الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يتعرض لويلات عدوان سافر ووحشي وحرب إبادة لا مثيل لها من قبل الاحتلال الصهيوني, كما تدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على أراضيه المسلوبة, طبقا لقرارات الشرعية الدولية”. وفي هذا الإطار, شددت الافتتاحية على أنه “حري بنا ونحن نعيش زخم هذه الذكرى, أن نعتز بما حققته بلادنا من إنجازات وهي تواصل بثبات مسيرتها المظفرة, قاطرتها شبابها المتمسك بتاريخه العريق, المفتخر بأسلافه الأمجاد والمقتدي بأعمالهم الجليلة في رفع كافة التحديات ومجابهة كل التهديدات, لتبقى الجزائر على الدوام قوية, آمنة, مزدهرة وشامخة”.
وعاد الإصدار إلى استذكار المحطات والأحداث الفارقة التي مرت بها الجزائر والتي “دونت في صفحات التاريخ الحديث بأحرف من ذهب”, على غرار ثورة أول نوفمبر المجيدة التي “طبعت الإنسانية بمثلها العليا ومبادئها السامية”.وجاء في الافتتاحية: “هذه الثورة العظيمة التي فجرها ثلة من شباب الجزائر البررة, الذين أيقنوا من الوهلة الأولى أن النصر سيكون لامحالة حليفهم, وهو ما تحقق بعدما ارتوى كل شبر من أرضنا الطاهرة بدماء قوافل من الشهداء, الذين صنعوا بحق ملاحم بطولية في ثورة تعتبر من أعظم ثورات التحرير, إن لم تكن أعظمها على الإطلاق”. وبعد أن استعرضت مراحل الكفاح المرير الذي خاضه الشعب الجزائري “ضد أعتى قوة استعمارية وقتذاك”, أشارت الافتتاحية إلى أنه و”بقدر ما نستحضر بكل فخر واعتزاز وبخالص العرفان البطولات العظيمة والتضحيات الجسام التي قدمها شعبنا الأبي في مواجهة قوى الظلم والطغيان, في أبلغ صور تشبثه بأرضه ودفاعه المستميت عن وجوده كأمة جزائرية ضاربة جذورها في هذه الأرض الطيبة, نجدد عزمنا والتزامنا بالسير على خطى أسلافنا الميامين وصون وديعتهم الغالية التي لا تقدر بثمن”. وعلى هذا النهج –تتابع مجلة الجيش– و “من باب الوفاء بالوعد وصون العهد, فإن بلادنا تسير بخطى ثابتة على درب التطور والازدهار نحو آفاق واعدة, لاسيما وأن المقومات التي تمكننا من ذلك أضحت متوفرة الآن أكثر من أي وقت مضى, في ظل الإنجازات الملموسة المحققة”.
وأبرزت في هذا الصدد أنه ونتيجة لذلك, فقد “أصبحت الطريق معبدة لرفع كل التحديات الراهنة والمستقبلية في مختلف المجالات، وتعزيز رصيد المكاسب, للمضي ببلادنا قدما نحو النهضة والنماء في كنف الأمن والاستقرار, مثلما تطلع إليها شهداؤنا الأبرار ومجاهدونا الأخيار الذين استحقوا –مثلما كان قد أكده رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون– الإكبار والإجلال في جزائر شامخة بشعبها الأبي وشبابها الطموح الحامل لشعلة استكمال المسيرة الوطنية, نحو جزائر جديدة, قوية بمقدراتها, مؤزرة بسواعد وعبقرية بناتها وأبنائها, وفية لتاريخها الوطني”.وعلى ضوء ذلك, “تواصل بلادنا بكل عزيمة وإصرار استكمال مشاريع إستراتيجية كبرى في مجالات متعددة, أهمها تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وتعزيز المشاريع الاستثمارية والمؤسسات الناشئة التي ستتيح خلق مئات الآلاف من مناصب الشغل لفائدة شبابنا, فضلا عن الحفاظ على نفس وتيرة النمو المحققة والرفع من قيمة الصادرات خارج المحروقات”.