إحتجاجات التلاميذ : آلسلطات تلجأ الى نظرية المؤامرة بدل التصدي للمشاكل المطروحة

الموقف ـ تشهد العاصمة إحتجاجات كبيرة ومفاجئة لتلامميذ الثانويات الذين خرجو الي الشارع ساخطين على الظروف التي يواجهونها. ويبدو أن هذه الإحتجاجات فاجأت السلطات المعنية وأولياء التلاميذ خاصة وأن التلاميذ نزلو الى الشارع إثر نداأت قامت بها جهات مجهولة عبر صفحات الفايس بوك.

وفي هذا السياق المشحون تجنّدت منظمات أولياء التلاميذ، للسّيطرة على ما وصفوه بـ “احتجاجات مشبوهة ومفاجئة”، راح ضحيتها أبناؤهم المتمدرسون، بعدما تمّ تجنيدهم من طرف جهات “فيسبوكية” مجهولة، لرفع قائمة مطالب في منتصف السنة الدراسية. وراحت بعض وسائل الإعلام الوطني تروج لهذه الرواية متجاهلة الأسباب العميقة لنفور التلاميذ.

وتعترف منظمات أولياء التلاميذ بأن مطالب التلاميذ يمكن حلها داخل أسوار المؤسسات التعليمية ومديريات التربية، وإذا كان الأمر كذلك لماذا لم تبادر السلطات المعنية بحل هذه المشاكل من قبل ؟ صحيح خروج التلاميذ الى الشارع من شأنه أن يعرضهم للخطر ولكن على السلطات المعنية ومنظمات أولياء التلاميذ الإنتباه الى المشاكل بهدف حلها قبل أن تتعقد وتتأزم الأمور بدل توجيه الإتهامات الى “الجهات المجهولة” واللجوء الى نظرية المؤامرة.

وفي هذا الصدد لا ننكر بأن هناك ربما أطراف تحاول إستغلال تذمر التلاميذ ـ مثلما حاولت إستغلال إحتجاجات طلبة الطب قبل أسابيع ـ لأغراض سياسوية دنيئة ولكن التصدي لتلك الأطراف لا يكون بحملات التشكيك والتنديد بل بالعمل الوقائي والسماع للتلاميذ وإنشغالاتهم في إطار حوار إجتماعي بناء. وأما فيما يخص ظاهرة التحريض الذي يقوم به بعض العناصر من الشباب المشاغبين سواء كانو مسجلين في المؤسسة التربوية أم لا فهذا أمر خطير للغاية يجب التصدي له على مستويات عديدة وبسبل مختلفة في إطار نشاط وقائي إجتماعي وأمني في نفس الوقت.