الشيخ عبد الله جاب الله يعلق على توقيف المؤرخ محمد الأمين بلغيث

بقلم الشيخ عبد الله جاب الله

الأخ محمد بلغيث رجل علم، عالم تاريخ، ودكتور مقدر محاضر في الجامعات الجزائرية لعقود، ومشرف على رسائل دراسات عليا وعلى أجيال من طلبة العلم، من صميم واجبه أن يقدم الشهادات التاريخية التي تجتمع لديه أدلتها .غير مفهوم أن يؤاخذ وتقيد إرادته من أجل شهادات تاريخية هي من صلب اختصاصه يقدمها .لأن ذلك يتعارض مع حرية الرأي المكفولة في الدستور .

والقول بأنه عرّض في رأيه وقراءته التاريخية الاجتماعية بمكون من مكونات الهوية الوطنية والوحدة الوطنية، فمسألة فيها نظر ، لأنه تحدث بموجب العلم والتخصص فلا ينبغي أن يأول ما ذهب إليه إلا في نطاقه المعرفي لا بحسب المقتضى السياسي والاديولوجي ، فحتى ما قد تتضمنه الدساتير من أفكار ليست بالضرورة الحقيقة المطلقة المقدسة بل هو رأي اجتهادي رُئيَ اليوم ويمكن أن يُرى خلافه غدا بما يعدله أو ينسخه ، وكم من ذلك جرى في تضمن الدستور موادا منه ثم روجع في الدساتير المتعاقبة وغُيّر مبناه وفحواه.

والعالِم لا يحاكم علمه عادة خارج ميدان العلم بل في ميدانه وبأساليبه وأدواته انتصارا للحجة العلمية والحقائق التاريخية منطلقا ومقصدا ، فيقع الرد عليه إن استلزم الأمر من العلماء وطلبة العلم المختصون إن أرادوا وليس رجال القضاء أو السلطان.وإذا كان العتب على المساس بمكون من مكونات الهوية الوطنية وثابت من ثوابتها فما هو الموقف من الذين ينالون من تعاليم الإسلام ورموزه، ولماذا لم يوضع حد لممارساتهم المجافية في حق مكون أساس من هوية المجتمع والأمة، علما أن المساس بالإسلام بسوء والنيل منه بالانتقاص هو من أكبر الجرائم في دين الله تعالى ويعرض صاحبه لخطر غضب الله تعالى وعقابه في دار الخلد إذا مات على ذلك