مقري متعجب من إستوزار معارضين للإنتخابات!

محمد إبراهيم

في الوقت الذي مازالت تشكيلة الحكومة الجديدة محل نقاش واسع في صفوف الناشطين على الساحة السياسية خرج علينا عبد الرزاق مقري بخرجة طائشة ومقرفة الى درجة لا يمكن وصفها وصرح مقري ان “هناك شيء جميل في التشكيل الحكومي أعجبني وهو تعيين شخصيات كانت متطرفة في معارضة النظام، ومعارضة الانتخابات. وهناك شيء لافت استغربت له وهو تعيين شخصيات يرفضها، بل يحاربها، التيار الذي دافع عن الانتخابات وخوّن المقاطعين لها وقسّم الجزائريين على أساس العرق والانتماء للثورة والعروبة والإسلام”.

ويذهب مقري أبعد من ذلك حيث لم يتردد في الشماتة تجاه الوطنيين الذين دافعوا عن الخيار الدستوري و شاركوا في الإنتخابات الرئاسية وراح ينعتهم بالإنتهازية و الجبن و العنصرية قائلآ: “أمر جميل أن هذا يكسر توجهات التفريق بين الجزائريين بالجملة وبالشبهة وسوء الظن وعلى أساس الهوى والوهم وأفكار الجاهلية الأولى. هو صفعة رائعة للانتهازيين والجبناء والرافضين لإمكانية المعارضة السياسية للنظام السياسي، ولو كانت المؤسسة العسكرية في إطار دستوري حين تتناول الشأن السياسي، إذ بينت هذه التعيينات بأن حتى “المصلحة الشخصية!” يمكنها أن تتحقق بالشجاعة والبطولة والمعارضة القوية للأنظمة دون الحاجة للسلوك الانتهازي الجبان أو الكسول، فكيف إذا كانت المعارضة مبدئية جماعية من أجل المصلحة العامة” .

بعد هذه السقطة الإعلامية هل يمكن أن نجد صورة أبشع من هذه الصورة للإنحطاط السياسي في الجزائر؟ وهل يستحق جواب رجل سياسي يدعي أنه إسلامي و يشمت في الشباب الذي يناضل من أجل الدفاع عن ثوابت الأمة التي تدوس عليها الأقليات التغريبية العنصرية المتوغلة داخل مفاصل الدولة العميقة التي يهادنها ويتوسل لها الإنتهازيون و الجبناء الحقيقيون من أمثال مقري وأتباعه ؟