عالم الأوبئة الأمريكي لاري بريليانت متفائل بتغلب العلم على فيروس كورونا
في مقابلة نشرت بموقع “وايرد” مع عالم الأوبئة الأمريكي لاري بريليانت، الذي حذر من وباء كورونا في عام 2006، كشف العالِم عن الكثير مما يخبئه المستقبل القريب لنا وكيف نستطيع التغلب على الوباء، وفق ما نقل موقع قناة “الجزيرة مباشر” القطرية، الثلاثاء.
ماذا يعني أن فيروس كورونا “مستجد”؟
يعني أنه جديد، وبالتالي لا يوجد إنسان في العالم له المناعة ضده نتيجة إصابته به سابقاً. وهذا يعني أن الفيروس قادر على إصابة 7.8 مليار إنسان.
إذا أصيب شخص ما به واسترد عافيته هل تعتقد أن هذا الشخص يمتلك مناعة ضده؟
لا أرى أي شيء في هذا الفيروس، رغم أنه جديد، يناقض ذلك. هناك حالات اعتقد فيها الناس أنهم حصلوا عليها مرة أخرى، ولكن من المرجح أن يكون فشل بالاختبار أكثر من كونه إصابة حقيقية مرة أخرى.
ولكن عشرات الملايين أو مئات الملايين منا أو أكثر سيصابون بهذا الفيروس قبل أن ينتهي، ومع وجود أعداد كبيرة من هذا القبيل، أي شيء تقريباً يمكن أن يحدث.
هل هذا أسوأ وباء رأيته؟
إنه أخطر جائحة في حياتنا.
“ابق في المنزل، ابق على بعد 6 أقدام من الأشخاص الآخرين، لا تذهب إلى التجمعات”. هل نتلقى النصائح الصحيحة؟
حسنًا، وأنت تكلمني الآن أتظاهر بأنني في منتجع للتأمل، لكنني في الواقع أتبع حجراً صحياً جزئياً بمقاطعة مارين. نعم، هذه نصيحة جيدة للغاية.
ولكن هل حصلنا على نصيحة جيدة من رئيس الولايات المتحدة خلال الأسابيع الـ12 الأولى؟ لا. كل ما حصلنا عليه كان أكاذيب تقول إن الأزمة مصطنعة، وأن هذه خدعة من الحزب الديمقراطي. وحتى اليوم لا يزال البعض يعتقد ذلك مع الأسف.
أستطيع أن أقول لك، بصفتي شخص يتحدث عن الصحة العامة، أن هذا هو أكثر التصرفات غير المسؤولة لمسؤول منتخب شاهدته في حياتي. لكن ما نسمعه الآن (مثل ضرورة العزل الذاتي وإغلاق المدارس وإلغاء الفعاليات) صحيح. هل سيحمينا بالكامل؟ هل سيجعل العالم آمناً إلى الأبد؟ لا، وهذا شيء رائع لأننا نريد نشر المرض بمرور الوقت.
ماذا تعني عبارة “افرد المنحنى” (Flatten the curve)؟
إبطاء المنحنى (الذي يمثل معدل الإصابة) أو ثباته، لا يعني أننا نستطيع تخفيض عدد الحالات، وإنما يعني أننا سنؤجل الإصابة بالمرض فقط حتى نتمكن من الوصول إلى لقاح. وهو ما سنفعله بالتأكيد، لأنه لا يوجد شيء في علم الفيروسات يجعلني خائفاً أننا لن نحصل على لقاح خلال 12 إلى 18 شهراً.
في النهاية، سنصل إلى “الحلقة الذهبية” لعلم الأوبئة.
ماذا تعني بـ”الحلقة الذهبية”؟
يعني أمرين: الأمر الأول أن أعداداً كبيرة منا قد أصيبت بالمرض وأصبحت محصنة، والأمر الثاني أن لدينا لقاحاً. والأمران معاً يكفيان لخلق “مناعة القطيع”، التي تبلغ حوالي 70 أو 80 في المائة.
أتمنى أن نحصل على مضاد للفيروسات يكون علاجياً لفيروس Covid-19 ووقائياً أيضاً. من المؤكد أنه هذا غير مثبت ومثير للجدل، والكثير من الناس لن يتفقوا معي بالطبع.
لكنني أقدم دليلاً ورقتين من عام 2005، واحدة في الطبيعة والأخرى في العلوم. كلاهما بهما نماذج رياضية مع مرض الإنفلونزا، لمعرفة إن كان التشبع بعقار تاميفلو فقط في منطقة حول حالة مرض الأنفلونزا يمكن أن يوقف تفشيه. نجح هذا الأمر في كلتا الحالتين.
ودليل آخر على نجاح هذا أننا اعتقدنا في مرحلة ما أن فيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز غير قابل للشفاء وأنه حكم بالإعدام. ثم اكتشف بعض العلماء الرائعين أدوية مضادة للفيروسات، وعلمنا أن بعض هذه الأدوية يمكن إعطاؤها قبل الإصابة بالفيروس للوقاية منه.
العالم الآن شديد الشغف لدحر غزو فيروس Covid-19، ومن ثم سيستخدم النفوذ العلمي والمالي وكل الموارد اللازمة لإيجاد أدوية مضادة للفيروسات تكون لها خصائص وقائية يمكن استخدامها بالإضافة إلى اللقاحات.
متى نستطيع الخروج من المنزل والذهاب إلى العمل؟
أنا لي رؤية ارتجاعية جيدة جداً، ولكن ما نحتاجه الآن هو رؤية مستقبلية. إذا كانت هذه مباراة رياضية، فالفيروس متقدم علينا الآن. لكن هناك أنباء جيدة من كوريا الجنوبية – لديهم أقل من 100 حالة اليوم، وحالات الصين المستوردة أكثر من الحالات الداخلية بووهان. سيكون من الصعب علينا اتباع النموذج الصيني.
لن نقوم بحبس الناس في شققهم. لكن نموذج كوريا الجنوبية هو نموذج جيد يمكننا اتباعه. لكنه، لسوء الحظ، يتطلب إجراء العدد المتناسب من الاختبارات، كما فعلوا هم، حيث أجروا أكثر من أربعة ملايين اختبار. ففي الوقت الذي أجرت كوريا الجنوبية فيه 200 ألف اختبار، أجرينا نحن أقل من 1000 اختبار في الولايات المتحدة.
الآن وقد فاتتنا فرصة إجراء الاختبارات المبكرة، هل فات الأوان لإجراء الاختبارات أن يحدث فرقاً؟
بالطبع لا. الاختبارات ستحدث فرقاً يمكن قياسه. يجب أن تقوم الدولة بعمل عينة عشوائية احتمالية لمعرفة مكان وجود الفيروس، وذلك لأننا لا نعرف حتى الآن. ربما لم تبلغ ولاية ميسيسيبي مثلاً عن أي حالات لديها لأنها لا تبحث.
كيف يعرفون؟ زيمبابوي قالت إنه لا توجد حالات لأنهم لا يملكون القدرة على الاختبار، وليس لأن الفيروس غير موجود. نحن بحاجة إلى شيء يشبه اختبار الحمل المنزلي، الذي يمكنك القيام به في المنزل.
هل تشعر بالخوف؟
أنا أنتمي للفئة العمرية التي لديها معدل وفيات واحد من أصل سبعة في حالة الإصابة. إذا لم تكن قلقاً، فأنت غير منتبه. لكنني لست خائفاً.
أعتقد اعتقاداً راسخاً، أن الخطوات التي نتخذها ستطيل الوقت الذي يستغرقه الفيروس للقيام بجولات. وهذا ما سيزيد من احتمال حصولنا على لقاح أو سيكون لدينا مضاد وقائي للفيروسات في الوقت المناسب لقطع أو تقليل أو اقتطاع الانتشار.
على الجميع أن يتذكروا: هذه ليست نهاية العالم. لن يحدث انقراض جماعي