لماذا تعطل مشروع الطاقات المتجددة في الجزائر ؟
بلغت سعة الطاقات المتجددة المركبة إلى نهاية ديسمبر 2021 على المستوى الوطني 567,1 ميغاواط منها 438,2 ميغاواط خارج الطاقة الكهرمائية، حسب ما أشارت اليه محافظة الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقوية.
وأوضحت المحافظة في آخر تقرير بعنوان: “حصيلة سعة الطاقات المتجددة المركبة إلى نهاية ديسمبر 2021″، ان “سعة الطاقات المتجددة المركبة بلغت إلى نهاية 2021, مع الأخذ في الحسبان جميع المشاريع الموصلة وغير المتصلة بالشبكة 567,1 ميغاواط منها 438,2 ميغاواط خارج الطاقة الكهرومائية.وعليه فهناك 27,6 ميغاواط من المنشآت الجديدة للطاقة المتجددة أي بنمو يقارب +7 بالمئة مقارنة بتلك المسجلة الى نهاية شهر ديسمبر 2019 “. وتقدر منشآت الطاقة المتجددة الموصولة بالشبكة (باستثناء الطاقة الكهرومائية) ب 401,3 ميغاواط منها 12 ميغاواط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية التي تم تركيبها في سنة 2021 لتهجين محطات الطاقة الحرارية في الجنوب الكبير.
وجاء في التقرير الذي تحصلت وأج على نسخة منه أن “منشئات الطاقات المتجددة الموصولة بالشبكة ارتفعت ب 3+ بالمئة فقط مقارنة بنهاية ديسمبر 2019″، مشيرا ان “سعة 59 ميغاواط ذروة من محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية المخصصة للتهجين مرتقبة ايضا خلال سنة 2022”. وبخصوص الطاقات المتجددة خارج الشبكة، فأشارت المحافظة إلى تركيب 36,9 ميغاواط إلى نهاية ديسمبر 2021، حيث تمت إضافة قرابة 15,6 ميغاواط تمثل 42 بالمئة من الإجمالي المتراكم إلى نهاية ديسمبر 2021 بين سنتي 2020 و2021 منها 4,4 ميغاواط في سنة 2020 و 11,2 ميغاواط في عام 2021. وأوضح المصدر ذاته أن “ذلك يعتبر زيادة هامة تقدر ب 73+ بالمائة مقارنة بالقدرات المركبة إلى نهاية ديسمبر 2019. بالإضافة إلى ذلك, يرتقب تركيب حوالي 12 ميغاواط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية خارج الشبكة في عام 2022”.
وحسب نوع الطاقات المتجددة، فإن الحظيرة الجزائرية إلى نهاية ديسمبر 2021 تسيطر عليها “إلى حد كبير” الطاقة الشمسية الكهروضوئية الموصلة بالشبكة.وتعد الطاقة الشمسية الكهروضوئية التي تمثل 92 بالمائة من الطاقات المتجددة خارج الطاقة الكهرومائية, المصدر الأول لإنتاج الكهرباء انطلاقا من الطاقة المتجددة ب84 بالمائة متصلة بالشبكة و 8 بالمائة خارج الشبكة. وتمثل الطاقة الحرارية الشمسية (CSP) والرياح 6 بالمائة و 2 بالمائة على التوالي من مصادر الطاقة المتجددة باستثناء الطاقة الكهرومائية.
تركيب 46 بالمئة من القدرات خارج الشبكة في المناطق المعزولة
من جهة أخرى, أشار تقرير محافظة الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقوية الى أن مجموعات الطاقة الشمسية بالمناطق المعزولة تقدر بأكثر من 17,2 ميغاواط تشكل حوالي نصف (46 بالمئة) من مجموع منشئات الطاقة الشمسية خارج الشبكة تم احصائها الى نهاية ديسمبر 2021 .كما عرف برنامج تزويد المدارس بمصادر طاقة شمسية والتي تقدر سعتها الاجمالية ب 6,7 ميغاواط إلى نهاية ديسمبر 2021 زيادة بلغت 2,8 + ميغاواط ذروة ما بين 2020 و 2021، أي بزيادة قدرها +73 بالمائة مقارنة بنهاية ديسمبر 2021. يذكر أن 840 مدرسة موزعة على كامل التراب الوطني قد تم تجهيزها بأنظمة شمسية عند نهاية ديسمبر 2021 فيما يجري انجاز طاقة اضافية ب 2 ميغاواط وستخص 339 مدرسة. هذا واشارت المحافظة في تقريرها إلى تسجيل “تقدما معتبرا في مجال انجاز مشاريع الانارة العمومية الشمسية”، إذ تمثل الانارة العمومية، من مجموع 9,9 ميغاواط ذروة مركبة عند نهاية ديسمبر 2021, حوالي ثلث (27 بالمائة) التركيبات الشمسية خارج الشبكة.
كما أكد تقرير المحافظة ان قدرات الانارة العمومية الشمسية المركبة تضاعفت مقارنة بنهاية ديسمبر 2019 .ومن حيث قدرة الموارد البشرية المؤهلة, أشار التقرير الى أنه على مستوى قطاع التعليم العالي والبحث والتطوير, تم احصاء 1020 عنصرا إلى نهاية ديسمبر 2021 ما بين الباحثين الدائمين (443) والاساتذة الباحثين (577) الناشطين في مجال الطاقات المتجددة. من جهته، يحصي قطاع التكوين والتعليم المهنيين 93 مكونا في مجال الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقوية يغطون كافة التخصصات، فيما تبلغ مختلف هياكل التكوين التي تقترح مجال الطاقات المتجددة 59 هيكلا. وما بين سنتي 2020 و 2021 , أشرف القطاع على تكوين 308 متحصل على شهادة في التخصصات المرتبطة بالطاقات المتجددة والنجاعة الطاقة، حسب التقرير نفسه الذي يتوقع 1082 خريجا جديدا للعام الحالي.
الخلاصة
الأرقام الرسمية التي أشار إليها تقرير محافظة الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقوية لا ترقى الى المستوى الذي كان منتظرآ في إطار الخطة التي تبنتها الدولة الجزائرية منذ سنوات وجميع المؤشرات تلوح الى تأخير الإنطلاق الفعلي لمشروع ألف ميغاواط الذي كان من المنتظر البدء في إنجازه سنة 2021 وفي ظل هذه النتائج المخيبة يتسائل المراقبون عن أسباب هذا الإخفاق الذي يتستر عليه الإعلام الرسمي. هل هناك غياب لإرادة سياسية حقيقية من أجل التوجه نحو منظومة طاقوية جديدة تكون فيها الطاقات المتجددة عنصرآ فاعلآ بنسبة معتبرة قريبة من 30% ؟ أم أن هناك أسباب أخرى تنظيمية وتقنية متعلقة بالشروط القانونية وضعف قدرات الإنجاز الوطنية الخاصة ؟ ومهما كانت الأسباب الشيء المؤكد أن الجزائر مطالبة بتغيير المنهجية التي تتعامل بها مع هذا الملف الحساس.