الإعترافات و نقاط الظل في شهادة عبد العزيز رحابي حول الحراك
بقلم محمد إبراهيم
قام السفير والوزير السابق عبد العزيز رحابي بتسليط الضوء على بعض جوانب الحراك الشعبي الذي أطاح بالرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة. عبد العريز رحابي معروف بصلته القريبة من التيار “الديمقراطي” الإستئصالي الذي تتزعمه النخب الفرنكو بربريست المتغلغة داخل أجهزة الدولة العميقة. ومن هذه الزاوية تأخذ شهادة رحابي معنى خاص يجب التوقف عندها.
يعترف رحابي في شهادته بثلاثة أمور هامة للغاية : أولآ الجزائر كانت تواجه أزمة خطيرة من شأنها أن تدفع البلاد الى صراع عنيف يكون بمثابة تهديد حقيقي للسلم المدني. ثانيآ رحابي الذي ترأس لجنة عين بنيان من اجل الحوار مع السلطة يعترف بفشل هذه المهمة الذي يعود أساسآ الى رفض بعض أطراف الحراك النافذة مبدأ الحوار مع السلطة القائمة التي كان يمثلها ٱنذاك رئيس الدولة عبد القادر بن صالح. ثالثآ إعترف رحابي بحقيقة إختراق الحراك من طرف جماعات راديكالية وجهات أجنبية لم يسميها وقال رحابي أن الحراك الذي كان في بدايته جزائريآ أصبح فيما بعد حراكآ بٱبعاد إقليمية ودولية. وهذه المعطيات الثلاثة تؤكد بدون أدنى شك صحة الطريقة التي تعاملت بها قيادة الأركان أنذاك بمساندة القوى الوطنية الأصيلة التي راهنت بكل صدق على لحمة الشعب والجيش من أجل التصدي للمؤامرة التي كان يقودها الطابور الخامس وحاميته من وراء البحر.
الغريب في مداخلة رحابي أنه يعترف بهذه الحقائق وفي نفس الوقت لا يتردد في تحميل المرحوم أحمد قايد صالح جرءآ من مسؤولية إفشال الحراك والإنتقال الى الديمقراطية في الوقت الذي تناسى فيه دور العصبة التي كان ومازال يمثلها نزار وتوفيق ومن يدور في فلكهما من ضباط وإداريين ورجال أعمال وإعلام في محاولة إجهاض الحراك الشعبي الأصيل وفرض إختيار التمديد بالتعاون مع السعيد بوتفليقة ورمطان لعمامرة وتواطئ باريس ومحاولتهم الفاشلة إستغلال إسم المجاهد اليامين زروال الذي سارع في إخبار المرحوم قايد صالح الذي أفشل المؤامرة أنذاك وأمر بتوقيف المتآمرين.