من يقف وراء الشعارات العنصرية التي رفعتها بعض العناصر المدسوسة في مدرجات ملعب وهران ؟

الموقف – محمد إبراهيم

الشعارات العنصرية الصادمة التي قام بترديدها عدد قليل من الحاضرين في مدرجات ملعب وهران الذي إستقبل المباراة الودية بين الفريق الوطني لكرة القدم ونظيره النيجيري لا يجب إعطائها أكثر من حجمها مادامت محدودة ومقتصرة على بعض الفاعلين الذين لا يتجاوز عددهم عشرة أو عشرين شاب من مجموع 40000 متفرج ألٱ أننا لا يجب غض الطرف على مثل هذا الحدث الشنيع المنافي للأخلاق الإنسانية النبيلة ومشاعر الأخوة الوطنية و الإسلامية.
الحادثة تحتاج الى قراءة متأنية لفهم جميع أبعادها وخلفياتها من أجل التصدي لها بقوة مادامت تستهدف الوحدة الوطنية الأمر الذي يعاقب عليه القانون. الشعارات التي تستهدف مكون من مكونات الشعب الجزائري الواحد تستهدف في الواقع الشعب الجزائري بكامله لأن نار الفتنة التي يريد إشعالها العناصر الحاقدة و المأجورة لن ينجي منها أحد إذا وقعت لا قدر الله. وليس من الصدفة أن يحاول أعداء الجزائر ضرب وحدتها الوطنية في هذا الظرف بالذات الذي بدأت تظهر فيه بوادر الإتعاش والقوة في الجزائر التي تسجل فائضآ في ميزانها التجاري ننيجة إرتفاع أسعار النفط والغاز في ظل إلأزمة الطاقوية العالمية.

الأمر الذي يستوجب كذلك الإنتباه هو التوقيت الذي إختاره أصحاب الشعارات العنصرية إذ بدأو بترديد شعاراتهم الخبيثة إثر دخول أعوان الأمن الوطني. مآ المقصود من ترديد مثل هذه الشعارات والجميع يعرف أن جهاز الأمن يتكون من رجال ونساء ينحدرون من كافة ربوع الوطن ؟ ليس من الصدفة أن تتزامن محاولة المساس بالوحدة الوطنية بمحاولة المساس بسلك من أسلاك الدولة الذي يلعب دورآ محوريآ في ضمان أمن وسلامة المواطنين وإستقرار الوطن. صحيح هناك مشاكل إجتماعية يجب معالجتها من طرف السلطات المعنية وتتطلب تعبئة المواطنين بجميع السبل السلمية التي يقرها القانون ولكن ما الفائدة من الفوضى التي يحاول نشرها أصحاب النوايا الخبيثة والكراهية العنصرية ؟

الجهات الأجنبية التي تحاول ضرب إستقرار الجزائر عن طريق إستئجار بعض العناصر والجماعات العميلة معروفة ومحركيها الأساسيين متواجدون في بعض الدول وعلى رأسها إسرئيل والمغرب ولكن ما كان لهؤلاء أن يلعبو على هذا الوتر إذا لم يكن هذا الأخير موجود داخل الديار ونشير هنا بصراحة تامة الى بعض النخب المتغربة وأبناء عمومتها المتغلغة داخل أجهزة الدولة العميقة. ومن غير المستبعد أن تكون بعض الجهات التي تحاول إسترجاع نفوذها داخل السلطة من وراء هذه العملية الخبيثة التي تهدف ضرب عصفورين بحجرة واحدة : إضعاف تواجد الشاوية داخل المؤسسة العسكرية والأمنية وإستهداف وهران التي أصبحت مكانتها داخل الوطن تقلق بعض الأطراف الحاسودة والحاقدة التي لم تكتفي ببسط سيطرتها على العاصمة وضواحيها. المخابر الليلية التي تحاول ضرب الشرق بالغرب والغرب بالشرق تلعب بالنار وتستحق ردٱ قويٱ يرقى بمستوى خطورة العدوان المعنوي على وحدة الشعب.