وول ستريت جورنال: إنسحاب الجيش الروسي من خيرسون تراجع ميداني بارز

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) الأميركية، في افتتاحية لها، إن انسحاب روسيا من مدينة خيرسون أمس الجمعة هو معلم رئيسي آخر في هجوم أوكرانيا المضاد لاستعادة الأراضي التي فقدتها منذ بدء الحرب في فبراير/شباط الماضي.وأوضحت أن خيرسون كانت المدينة الساحلية الرئيسية، والعاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولى عليها الروس منذ بدء هجومهم على أوكرانيا، حيث نظرت روسيا إلى المدينة، الواقعة على الجانب الغربي من نهر دنيبرو، على أنها بوابة لميكولايف وأوديسا وللسيطرة على كل ميناء أوكراني على البحر الأسود، وربما كان غزو مولدوفا هو التالي. وباستعادة السيطرة على خيرسون يستمر التقدم الميداني للأوكرانيين، حسب الصحيفة التي تشير إلى استخدامهم الجيد للأسلحة الغربية الأكثر تقدما للتغلب على الروس.

واستمرت “وول ستريت جورنال” تقول إن الانتصار الأوكراني في خيرسون يأتي في الوقت المناسب بشكل خاص بالنظر إلى تسريبات هذا الأسبوع بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أوعزت للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتفاوض مع الروس، معلقة بأن مثل هذه التقارير تُظهر ضعف الغرب على الرغم من القوة التي أظهرها الأوكرانيون في ساحة المعركة، كما أنها تعزز آمال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أن يتمكن من الصمود أكثر من صمود الدعم الغربي. وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن أي تسوية الآن ستمنح الروس فرصة لإعادة تجميع صفوفهم، وتعزيز مواقعهم الدفاعية، والاستعداد لهجوم متجدد.

وقبل يومين قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن القوات الروسية لم تنسحب من خيرسون ولا تزال في المدينة ومحيطها، بينما أعلنت واشنطن ودول غربية أخرى عن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لكييف. وأكد الجيش الروسي يوم الخميس بدء السحب الجزئي لقواته من منطقة خيرسون (جنوبي أوكرانيا)، وإنشاء خط دفاع على يسار نهر دنيبرو. لكن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف قال إن القوات الروسية لا تزال في المدينة، وإن انسحابها يحتاج لأسبوع على الأقل، معترفا بصعوبة التنبؤ بأفعال روسيا. وأضاف أن فصل الشتاء سيبطئ العمليات في ساحة المعركة، مما يمنح الجانبين فرصة لإعادة تنظيم صفوفهما واستبعد احتمال تفجير موسكو سد كاخوفكا الجنوبي الكبير في أثناء انسحابها،