السفيرة الأمريكية تبعث برسالة مشفرة الى الجزائريين من جامعة ورقلة

الموقف ـ محمد إبراهيم

التركيز على أهمية التعاون الجزائري ــالأمريكي من طرف سفيرة الولايات المتحدة بالجزائر السيدة إليزابيث مور أوبين أمر طبيعي يدخل ضمن صلاحيات ومهام الممثلة الأمريكية خاصة في الظروف الدولية التي تشهد أزمة طاقوية وإقتصادية على خلفية الحرب المشتعلة في أوكرانيا ولكن أن تأتينا رسالة السفيرة الأمريكية من قلب جامعة ورقلة فهذا أمر يدفع على التساؤل. هل الأمر مجرد صدفة أم أنه يحمل معاني سياسية

وأكدت الدبلوماسية الأمريكية خلال لقاء نظم بجامعة قاصدي مرباح بورقلة على هامش زيارتها “للركن الأمريكي” بحضور إطارات وأساتذة وطلبة الجامعة، على أهمية التعاون ضمن العلاقات التي تربط بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية في مختلف المجلات ذات الاهتمام المشترك سيما ذات الصلة بالمجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.وأبرزت في هذا الصدد دور الركن الأمريكي فيما يتعلق بتطوير تعليم اللغة الإنجليزية في الوسط الجامعي، وفي التعريف بالثقافة الأمريكية.   وأشارت السيدة أوبين بالمناسبة أن عدد الأركان الأمريكية التي بادرت بفتحها سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الجزائر قد قفز من 4 إلى 5 أركان أمريكية، بعد الحصول هذه السنة على الموافقة لإنشاء ركن أمريكي جديد ببشار.

وأعربت السفيرة الأمريكية عن إعجابها للقدرات السياحية التي تزخر بها هذه الولاية من جنوب شرق الوطن على غرار المتحف الصحراوي والقصر القديم وسيوف الرمال والمنطقة الرطبة بسيدي خويلد. ويعتبر الركن الأمريكي الذي دشن في 2010 والمفتوح بكلية الآداب واللغات بجامعة قاصدي مرباح بورقلة فضاء توثيق يتوفر على مكتبة مطالعة ومكتبة وسائط، وينظم عدة أنشطة علمية وثقافية سيما منها دروس في اللغة الإنجليزية الأمريكية ولقاءات ومعارض.

السفيرة الأمريكية عندما أبرزت الجوانب السياحية لولاية ورقلة لم تكن تجهل بأن هذه الولاية التي يتواجد فيها حقل حاسي مسعود هي في الحقيقة الرئة التي يتنفس بها الإقتصاد الجزائري. الحديث عن الثروة السياحية يمكن تفسيره في ظل الظروف التي تعيشها الولاية كرسالة مفادها أن ولاية ورقلة ليست فقط بئر نفط ستنتهي الجزائر باستغلاله قبل أن يرى أهل المنطقة ثمار النعمة التي ينعم بها غيرهم بل هي أكبر من ذلك بكثير وللأسف تأتي سفيرة أمريكية لتذكرنا بأن ولاية ورقلة لها تراث وتاريخ وشباب عاطل عن العمل مايزال ينتظر تجسيد وعود الحكومة الجزائرية على أرض الواقغ٠ هل سيدفع إهتمام أمريكا غير البريء بالجنوب الجزائري النظام الى مراجعة سياسته التنموية في إطار إستراتيجية وطنية تضمن توازن جهوي حقيقي ؟ العدالة ليست وحدها من تقضي بذلك بل أيضآ متطلبات الإمن القومي والوحدة الوطنية