المحلل التونسي رضا بلحاج : المؤامرة التي تهدد تونس تستهدف في الأساس الجزائر

لم تمر تصريحات الرئيس تبون لمبعوثة قناة الجزيرة حول ما أسماه “مؤامرة” على تونس دون أن تثير إنتباه مراقبي الشأن التونسي والمغاربي بصفة عامة. تأكيد الرئيس على وقوف الجزائر بجانب تونس في هذه المرحلة الحساسة يعد رسالة واضحة للجهات الأجنبية التي تضغط على تونس من أجل تقليص سيادتها وجرها نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وفي تعليقه على تصريحات الرئيس تبون، صرح الباحث التونسي في الشؤون السياسية رضا بلحاج حسب ما نقلته صحيفة “الشروق” ،: “وجود مخطط تآمري فرنسي صهيوني، وغاية المخطط ألا تبقى الجزائر سيدة على قراراتها وثرواتها وقوتها، وإنما يتم استدرجها ومحاولة اختراقها، كما حصل مع العراق”. ويقول بلحاج إن “المخطط الذي يهدف لإضعاف الجزائر تم الاستعانة خلاله بقوة عربية، وكان في البداية يعتمد على مخطط إرهابي أو شبه انفصال وعندما فشل المخطط الأول، والتنبه له، تم العمل على مخطط المرحلة الانتقالية عبر الطابور الخامس والاستعانة بالجمعيات الصهيونية والماسونية، إضافة إلى التوتر مع المغرب بالتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يضع مشاريع تآمرية بعيدا عن العلاقات الدبلوماسية الاعتيادية”.

ويشير المحلل التونسي إلى إنه بعد “الفشل في إركاع الجزائر عبر الخطط السابقة، تم الشروع في تنفيذ المخطط البديل والذي يعتمد على خلق التوترات في تونس وإيجاد بؤرة ملتهبة على الحدود الجزائرية، حيث يتم في تونس توظيف شخصيات فرانكفونية جاهزة، ومتعاونة مع جهات أجنبية ترفض السيادة الوطنية للدول”. ويتابع بلحاج: “تونس تم اضعافها في العقد الماضي، الأمر الذي أفرز اختراقا كبيرا للسيادة الوطنية، ومكّن من انتشار القوى الاستعمارية التي وأدت النتائج التي كانت مرجوة من ثورة الشعب”. ويعتقد المحلل التونسي أن المطلوب “من الجزائر بصحوتها السياسية التي فاجأت الجميع، أن تكون السند لتونس في هذا التوقيت الحساس، مع اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر”.