هل قال نزار كل الحقيقة في شهادته ضد السعيد بوتفليقة ؟

عبد القادر زياني

كشف الجنرال المتقاعد، خالد نزار، عن مخطط خفي كان يحضر له سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس المستقيل للتعامل مع الحراك الشعبي ومساعيه للزج بالبلاد نحو طريق مجهول عبر إعلان حالة الطوارئ وإقالة رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح.وفي مقال نشره بموقع “ألجيري باتريوتيك” المملوك لنجله، قال خالد نزار إن سعيد بوتفليقة كان متمسكا بالسلطة حتى آخر لحظة وكان مستعدا للقيام بأي شيء من أجل ذلك.وأضاف بأن سعيد المتحدث باسم الرئيس كان حتى نهاية شهر مارس الماضي متمسكا بكل الخيارات للبقاء في السلطة بما فيها الإعلان عن “حالة الحصار” أو”حالة الطوارئ”، رغم المظاهرات الشعبية الحاشدة التي هزت كل أرجاء البلاد.وذكر وزير الدفاع الأسبق، أن “إصرار سعيد بوتفليقة على البقاء في السلطة ضاعف محاولات الالتفاف، والمناورات والمخططات اليائسة للحفاظ على وضع يده على شؤون البلاد”.

وبخصوص لقاءاته بشقيق الرئيس المستقيل، قال خالد نزار إنه التقى سعيد بوتفليقة مرتين منذ بدء الحراك الشعبي، الأولى في 7 مارس والثانية في 30 من نفس الشهر.وذكر خالد نزار أنه قدم اقتراحين لسعيد بوتفليقة يتمثل الأول في عقد ندوة وطنية، مع تحديد التواريخ، ومنها رحيل الرئيس في أجل 6 إلى 9 أشهر، وتغيير الحكومة الحالية بحكومة تكنوقراطية، فيما يتعلق الاقتراح الثاني، في انسحاب الرئيس إما عن طريق الاستقالة أو عن طريق المجلس الدستوري؛ ويتم في الوقت نفسه تعيين حكومة تكنوقراطية، وإنشاء عدة لجان مستقلة تكون مؤهلة لتنظيم الانتخابات ووضع الأدوات اللازمة للذهاب إلى الجمهورية الثانية، مع اقتراح أن يستقيل رئيس مجلس الأمة.

وقال نزار إن سعيد بوتفليقة رفض على الفور هذا الاقتراح الثاني، الذي اعتبره “خطر عليهوعندما طرحت عليه سؤالا في حال رفض الشعب الرسالة ماذا ستفعل – يقول نزار – رد سعيد بوتفليقة ستكون حالة الطوارئ أو حالة الحصار”وأضاف نزار “لقد فوجئت بالكثير من اللاوعي، وأجبته: سي سعيد احذر، المظاهرات سلمية، لا يمكنك التصرف بهذه الطريقة! في تلك اللحظة، أدركت أنه يتصرف مثل صانع القرار الوحيد وأن الرئيس في المنصب قد تم إهماله تمامًا”، يقول المتحدث.

وبخصوص اللقاء الثاني الذي جمعه بشقيق الرئيس المستقيل، عبد العزيز بوتفليقة، قال نزار إنه تم عبر الهاتف، يوم 30 مارس، حين اتصل به سعيد بوتفليقة في حدود الساعة الخامسة مساء.وأكد نزار أن سعيد بوتفليقة بدا مذعورا بسبب اجتماع نائب وزير الدفاع الوطني مع قيادات الجيوذكر نزار أن سعيد بوتفليقة أراد معرفة ما إذا كان الوقت حان لإقالة قايد صالح، مؤكدا أنه حاول ثنيه بشدة عن القيام بذلك، على أساس أنه سيكون مسؤولاً عن تفكيك الجيش في هذا الوقت الحرج.وأوضح خالد نزار أنه نصح سعيد بوتفليقة بتطبيق المادة 7 التي يطالب بها الحراك وتعيين ممثلين عن المجتمع المدني لضمان الانتقال.

شهادة نزار المتأخرة أبقت حسب المرابقين على عدة نقاط في الخفاء٠ لم يفسر لنا نزار ما هي الاسباب التي دفعت بالسعيد بوتفليقة الي طلب نصائحه ؟ و ما طبيعة الدور الخفي الذي لا يزال نزار و رفقائه التواتي و توفيق يلعبوه في إطارتسيير الازمة الراهنة ؟ ولماذا لم يصرح نزار بأن السعيد بوتفليقة حاول تطبيق مقترحه الاول المتمثل في تمديد العهدة الرابعة والتعهد بندوة وطنية شاملة المقترح الذي أجهضه الشعب و الجيش معآ ؟ والامر الاكثر أهمية و الذي لم يركز عليه الإعلام هو تشابه المقترح الثاني الذي جاء به نزار و الاقتراحات التي تحاول بعض الابواق السياسية والاعلامية تسويقها تحت عنوان ً المرحلة الانتقالية ً و الهيئة الرئاسية الانتقالية و التي تهدف كلها الى تعطيل العمل بالدستور و تجنب الاقتراع العام ليتسنى للاقليات الاستمرار في التحكم بالبلاد و ثراوتها٠