“طوفان الأقصى” يشعل التضامن الشعبي العربي مع المقاومة الفلسطينية

من رام الله إلى بيروت، مرورا بدمشق وبغداد والقاهرة ومدن أخرى، أيقظ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل تضامنا عربيا شعبيا، بينما وسم “طوفان الأقصى” يجتاح الإنترنت.

وفي أحياء عدة في بيروت وفي ضاحيتها الجنوبية، معقل حزب الله، سارع السكان السبت الماضي إلى توزيع الحلوى ابتهاجا، وتكرّر المشهد في دمشق ومدن عدة في الضفة الغربية، حيث انطلقت مظاهرات مؤيدة حمل فيها المشاركون رايات حماس الخضراء، من دون أن تتدخل الشرطة التابعة للسلطة الفلسطينية كالعادة لإنزالها. وحلّ التضامن بدل الانقسام المزمن القائم بين الفلسطينيين منذ عام 2007، تاريخ طرد حركة فتح من قطاع غزة وتفرد حركة حماس بالسيطرة عليه. وقال منسّق القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية، عصام أبو بكر، لوكالة الصحافة الفرنسية، “لا أعتقد أن هناك فلسطينيا واحدا لا يؤيد ما جرى”، مذكرا بأن “إسرائيل أدارت ظهرها لكل عمليات التفاوض السياسي”. وفي لبنان، حيث ينقسم الرأي العام عموما تجاه حماس، يجاهر كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي بتأييدهم لحق الفلسطينيين في استعادة حقوقهم. ففي مدينة صيدا (جنوب)، بثّت مساجد عدة في المنطقة المتاخمة لمخيم عين الحلوة، أكبر تجمعات اللاجئين الفلسطينيين في البلاد، تكبيرات وابتهالات دينية نصرة “للمقاومين الفلسطينيين”.

وفي دمشق، أضاءت دار أوبرا دمشق العلم الفلسطيني على جدارها. وجالت مسيرات سيّارة في شوارع عدة في المدينة، تزامنا مع بثّ أناشيد حماسية داعمة لـ”المقاومة” الفلسطينية عبر مكبّرات الصوت.وتصدرت وسوم “طوفانـالأقصى، فلسطين، غزةـتحتـالقصف، فلسطينـقضيتي” منصة إكس في غالبية الدول العربية. وبدا لافتا التضامن الإعلامي الواسع مع الفلسطينيين وفتح الهواء لمحللين وضيوف تحدثوا عن الحجم غير المسبوق للهجوم ودلالاته في هذا التوقيت. وفي مصر حيث تمنع السلطات تنظيم مظاهرات، اختار مشجعو نادي الأهلي التضامن مع فلسطين على طريقتهم، وذلك خلال مباراة جمعت فريقهم مع الإسماعيلي، حيث صدحت حناجر المئات منهم من على المدرجات “بالروح بالدم نفديك يا فلسطين”. وبينما أقيمت وقفة تضامنية رمزية أمام الجامعة الأميركية في القاهرة، أشاد مقدمو برامج حوارية غالبا ما يكون خطابهم معاديا لحركة حماس، بـ”مقاومة من شعب أرضه راحت عليه”، معتبرين أن ما جرى ضرب “نظرية الأمن الإسرائيلية”. وفي بغداد، نظمت فصائل عدة موالية لإيران ومنضوية في قوات الحشد الشعبي المدعوم من إيران، مظاهرات ووقفات تضامنية، رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية. وداس متظاهرون خلال وقفة تضامنية لأنصار كتائب حزب الله، أحد فصائل الحشد، السبت في ساحة التحرير على الأعلام الإسرائيلية وأحرقوها.

ورغم الموقف المخزي لدولة البحرين المطبعة شارك العشرات من البحرينيين في مسيرات دعما لعملية طوفان الأقصى” تنُظم بشكل يومي منذ انطلاق الهجوم. ويغطي المشاركون وجوههم، بعضهم بكوفيات فلسطينية وبينهم نساء منقبات، خوفا من أي عواقب كون التجمّع غير مرخص. وفي الدوحة التي تستضيف مكتبا لحركة حماس، خرجت مسيرة سيارات مساء الأحد وأُضيئت مبانٍ وساحات بالعلم الفلسطيني. وفي الكويت، أطلقت وزارة الشؤون الاجتماعية حملة تبرعات للفلسطينيين، ونظمت رابطة “شباب لأجل القدس”، وهي جمعية كويتية، تجمعين شارك فيهما العشرات.

المصدر: الجزيرة