قمة القاهرة الدولية للسلام تنتهي بدون بيان مشترك

الموقف ـ إنتهت أشغال قمة القاهرة الدولية للسلام دون صدور بيان مشترك ويبدو أن الرئيس المصري كان مستآ من سلوك الدول الغربية المشاركة التي تعمدت عدم توصل القمة الى بيان من شأنه عرقلة آلة الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه في غزة. وهكذا تكون هذه القمة قد فشلت فشلآ ذريعآ حتى من ناحية الإنسانية البحتة ناهيك عن الأبعاد السياسية المتعلقة بالمشاريع الصهيونية ـ الأمريكية ـ العربية الرامية الى إقرار سلام مزيف على أشلاء المقاومة الفلسطينية.

وعقب الجلسة الأولى والتي انتهت عقب عدة كلمات لرؤساء وملوك ورؤساء حكومات بلدان عدة عربية وغربية تم رفع الجلسة على أن تعقد عقب نصف ساعة فقط . ولكن بعد مرور ثلاث ساعات دون اتفاق أصدرت مصر بيانا استنكرت فيه انحياز مسؤولين غربيين ضد الفلسطينين ولصالح إسرائيل.البيان أشار إلى رغبة مصر في  بناء توافق دولى عابر للثقافات والأجناس والأديان والمواقف السياسية…. توافق محوره قيم الإنسانية وضميرها الجمعى… ينبذ العنف والإرهاب وقتل النفس بغير حق….. يدعو إلى وقف الحرب الدائرة التى راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء علي الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى…..يطالب باحترام قواعد القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني ….. ويؤكد الأهمية القصوى لحماية المدنيين وعدم تعريضهم للمخاطر والتهديدات… ويعطى أولوية خاصة لنفاذ وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية وإيصالها إلى مستحقيها من أبناء قطاع غزة…. ويحذر من مخاطر امتداد رقعة الصراع الحالى إلى مناطق أخرى فى الإقليم

واستنكر البيان انحياز المشهد الدولى عبر العقود الماضية وكشفه عن قصور جسيم فى إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية… لكونه سعى لإدارة الصراع، وليس إنهائه بشكل دائم…اكتفى بطرح حلول مؤقتة ومُسكنات لا ترقى لأدنى تطلعات شعب عانى على مر أكثر من ثمانين عاماً من الاحتلال الأجنبي ومحاولات طمس الهوية وفقدان الأمل. كما كشفت الحرب الجارية عن خلل في قيم المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمات، فبينما نري هرولة وتنافس علي سرعة إدانة قتل الأبرياء في مكان، نجد تردداً غير مفهوم في إدانة نفس الفعل في مكان آخر.. بل نجد محاولات لتبرير هذا القتل، كما لو كانت حياة الإنسان الفلسطيني أقل أهمية من حياة باقي البشر.

للإشارة افتتحت اليوم السبت “قمة القاهرة الدولية للسلام” التي دعا إليها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بهدف بحث مستقبل القضية الفلسطينية وعملية السلام، ووقف التصعيد في قطاع غزة. وتساءل المراقبون حول جدوى قمة تهدف الى إقرار السلام بالمنطقة في وقت يعجز فيه البلد المنظم حتى عن فرض فتح معبر رفح لأكثر من ساعتين على شريكه الإسرائيلي.

المصدر: ذات مصر