نصرالله يؤكد مواصلة وقوف حزب الله بجانب المقاومة الفلسطينية في حدود قواعد الإشتباك الحالية

الموقف ـ أكد زعيم حزب الله اللبناني في خطاب كان ينتظره الكثيرون فلسطينيآ وعربيآ ودوليآ على وقوف المقاومة الإسلامية في لبنان بجانب آلمقاومة الفلسطينية في غزة في الإطار العام الذي نشهده منذ أسابيع والذي ساهم في التخفيف على جبهة غزة بإجبار الجيش الإسرائيلي على نشر ثلث قواته على جبهته الشمالية الأمر الذي يوحي بأن حزب الله لن يدخل في حرب مفتوحة مع إسرائيل ولكنه لم يستبعد أية تطورات من هذا النوع في الأيام القادمة وأبقى جميع الإحتمالات مفتوحة.

وأكد حسن نصرالله في خطابه ما قاله من قبل زعماء الفصائل الفلسطينية بأن عملية “طوفان الأقصى” “كان قرارها وتنفيذها فلسطينيا 100% وأضاف بأن السرية المطلقة هي التي ضمنت نجاح عملية 7 أكتوبر الباهر من خلال عامل المفاجأة وقال بأن إخفاء عملية 7 أكتوبر لا تأثير له مطلقا على أي من جبهات المقاومة الأخرى وأن أداء حركة حماس ثبت وأكد الهوية الفلسطينية المطلقة لعملية “طوفان الأقصى” و أضاف قائلآ بأن معركة طوفان الأقصى من خلال قرارها الفلسطيني تثبت أنها فلسطينية بالكامل. “طوفان الأقصى” معركة فلسطينية بالكامل وليس لها علاقة بأي ملف إقليمي. وتوقف نصرالله عند الأهمية التاريخية التي تكتسيها معركة “طوفان الأقصى” الذي أحدث زلزالا أمنيا وعسكريا ونفسيا ومعنويا في الكيان الإسرائيلي. عملية الأقصى كانت لها نتائج إستراتيجية ستترك آثارها على حاضر ومستقبل هذا الكيان. “طوفان الأقصى” كشف حسب نصرالله الوهن والضعف والهزال في الكيان وأن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت كما بينتها السرعة الأميركية في احتضان إسرائيل ودعمها وإسنادها كشف وهن وفشل هذا الكيان وأضاف بأن التضحيات بغزة أسست لمرحلة تاريخية جديدة في مصير الشعب الفلسطيني ومصير المنطقة وشعوبها.

وأوضح نصرالله أن من أهم أخطاء حكومة العدو طرح أهداف عالية لا يمكنها تحقيقها مثل القضاء على حماس. العدو أعلن سابقا في عام 2006 أن هدفه هو القضاء على حزب الله وهو ما لم يتحقق. العدو لم يستطع تقديم إنجاز عسكري واحد بعد شهر من المعركة في غزة. ما يجري في غزة ليس حربا كبقية الحروب السابقة بل معركة فاصلة حاسمة تاريخية. وأكد زعيم حزب الله أن الهدف الأول الذي يجب العمل من أجله ليل نهار هو وقف الحرب والعدوان على قطاع غزة. انتصار غزة يعني انتصار الشعب الفلسطيني والقدس والأقصى والضفة والأسرى. انتصار غزة هو انتصار لكل دول المنطقة ومصلحة وطنية مصرية وأردنية وسورية ولبنانية. انتصار غزة هو انتصار للشعب الفلسطيني ولشعوب المنطقة وخصوصا دول الجوار ودعا الدول والحكومات العربية والإسلامية الى أن تبذل جهدها لوقف العدوان على غزة والى قطع العلاقات ووقف النفط والغاز والغذاء لإسرائيل. ونفى زعيم حزب الله التي تقول بأن حركات المقاومة الإسلامية (الشيعية) في لبنان والعراق تابعة في قرارها لإيران مؤكدآ بأن القرار لدى حركات المقاومة هو لدى قيادات حركات المقاومة وإيران تتبنى وتدعم وتساند. وأضاف : “يجب أن يفهم الجميع أن أصحاب القرار الحقيقيين هم قيادات المقاومة وأصحاب القضية” وأن إيران لا تمارس أي نوع من الوصاية على حركات المقاومة في المنطقة.

وتطرق زعيم حزب الله الى المسألة التي كانت محل ترقب عربي ودولي والمتعلقة بمشاركة قوى “محور المقاومة” في الحرب الدائرة على غزة وقال في هذا الموضوع ما يلي : نحن دخلنا المعركة منذ الثامن من أكتوبر. لو نظرنا إلى ما يجري على الحدود بموضوعية سنجده مهما وكبيرا جدا. ما يجري على جبهتنا اللبنانية غير مسبوق في تاريخ الكيان الإسرائيلي. لن يتم الاكتفاء بما يجري على الحدود الإسرائيلية على كل حال. ما يجري على جبهتنا اللبنانية لم يحصل حتى في حرب يوليو عملياتنا على الحدود تستهدف آليات وجنود وتجهيزات العدو. العمليات التي بدأت وتصاعدت أجبرت العدو على أن يبقي قواته عند الحدود وحشد المزيد منها. الجبهة اللبنانية خففت جزأ كبيرا من القوات التي كانت ستسخر للهجوم على غزة. الجبهة اللبنانية استطاعت أن تجذب ثلث الجيش الإسرائيلي إلى الحدود مع لبنان. جزء مهم من قوات الاحتلال هي قوات نخبة وقوات نظامية كان يمكن أن تتوجه إلى غزة. نحو ثلث القوات اللوجيستية في جيش الاحتلال موجهة إلى الحدود اللبنانية. الجبهة اللبنانية أجبرت عشرات الآلاف من سكان المستعمرات الحدودية على النزوح. تم إخلاء 43 مستوطنة في شمال فلسطين المحتلة بسبب عملياتنا. العمليات على الحدود أوجدت حالة من القلق والترقب والخوف لدى قيادة العدو وحتى لدى واشنطن. هناك قلق من أن تتدحرج هذه الجبهة إلى حرب شاملة والعدو يحسب لذلك كل حساب. عملياتنا تقول للعدو إنه سيرتكب أكبر حماقة في تاريخ وجوده إذا اعتدى على لبنان.