إستقبال وزير الداخلية الفرنسي من طرف الرئيس تبون في هذه الظروف الخاصة يثير تساؤلات

االموقف ـ محمد إبراهيمم ـ إستقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، يوم الأحد بالجزائر العاصمة، وزير الداخلية الفرنسي، السيد جيرالد دارمانان في الظروف الخاصة التي تمر بها المنطقة إثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة التي يشكل تهديدآ خطيرآ للأمن والإستقرار الإقليمي..

و في تصريح عقب الاستقبال، قال السيد دارمانان إنه “تشرف” باستقباله “مطولا” من طرف رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أنه “يحمل له رسالة الود والاحترام من قبل رئيس الجمهورية الفرنسية” السيد إيمانويل ماكرون.و أشاد الوزير الفرنسي بهذه المناسبة بالعمل الذي يقوم به البلدان سويا، خاصة ما تعلق بالتعاون في المجال الأمني والهجرة والشرطة القضائية. و أشار أيضا إلى أنه أعرب لرئيس الجمهورية عن “خالص الصداقة والاحترام التي نكنها للشعب الجزائري والعلاقات المتينة التي استطاع الرئيسان إرساءها”.

لغة الخشب الدبلوماسية المستعملة من طرف وزير الداخلية الفرنسي المثير للجدل بمواقفه المتطرفة ـ فيما يتعلق بملفات الهجرة والإسلام والأمن ومؤخرآ حول العدوان الإسرائيلي حيث وصل الى حد حظر المظاهرات المنددة بالجرائم الإسرائلية ـ لا يمكنها أن تغطي محاولة فرنسا تدارك الموقف الداعم بقوة للكيان الصهيوني بعد التحول الذي طرأ على الرأي العام في الدول الغربية أمام المشاهد المرعبة للمجازر المرتكبة من طرف جيش الإحتلال الصهيوني ضد المدنيين والذي دفع فرنسا ودول أوروبية أخري بالمطالبة بهدنة إنسانية فورية.

وإذا كان من المفهوم أن الجزائر تحاول توظيف جميع النوافذ المفتوحة في إطار العمل الدبلوماسي من أجل التوصل الى وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلٱ أن السؤال يبقى مطروح حول توقيت هذه الزيارة لوزير الداخلية المكلف بالملفات الأمنية وحول جدول أعمالها غير المعلن والذي لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يبشر بخير في وقت تتحدث بعض المصادر الفرنسية بتورط شخصيات قريبة من وزير الداخلية الفرنسي في التخطيط لعمليات قمع غير قانونية ضد نشطاء معاديين للصهيونية.