جامعات أمريكية رائدة تتعرض للإنتقادات والمضايقات بذريعة التصدي لمعاداة السامية
تعرضت رئيسة جامعة بنسيلفانيا ليز ماغيل ألمستقيلةء لانتقادات وتهديدات بسبب دفاعها عن حرية التعبير في تصريحات تتعلق بمزاعم “معاداة السامية” في الحرم الجامعي.
وكانت جامعة بنسيلفانيا واحدة من الأماكن التي أثيرت فيها ردود فعل داخل الولايات المتحدة الأميركية على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وتفاعل طلاب الجامعة على مدى أسابيع، مطالبين بوقف المذبحة ضد المدنيين في غزة. ودفعت ردود الفعل من بعض الجهات الداعمة لإسرائيل إلى استدعاء رئيسة الجامعة إلى الكونغرس الأميركي، مما دفع ماغيل إلى الاستقالة من رئاسة الجامعة لتثير هذه الحادثة جدلا عالميا. وسبق أن قدمت رئيسة جامعة هارفارد الأميركية كلودين غاي استقالتها الأحد، مجبرة على خلفية دفاعها عن المظاهرات داخل الحرم الجامعي الداعمة لغزة. وعقب ذلك اجتمع أكثر من 500 عضو هيئة تدريس في جامعة هارفارد لدعم غاي موقعين على عريضة تدعو إلى “أقوى مقاومة ممكنة للضغوط السياسية التي تتعارض مع الحرية الأكاديمية في هارفارد”.
وفي 5 ديسمبر الجاري، أدلى رؤساء 3 جامعات أميركية رائدة – كلودين جاي من جامعة هارفارد، وسالي كورنبلوث من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وماغيل بشهادتهن في جلسة استماع في الكونغرس الأميركي حول تزايد معاداة السامية في حرم الجامعات، بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر الماضي. وخلال جلسة الاستماع أمام الكونغرس، أوضحت أن العديد من الخطابات المتعارضة تجري سنويا في الحرم الجامعي في نطاق المنهج الأكاديمي وحرية التعبير، لكن الجامعة لا تستطيع منعها أو فرض رقابة عليها. وردا على سؤال من عضوة الكونغرس الجمهورية إليز ستيفانيك حول ما إذا كانت “الدعوة إلى إبادة اليهود” تنتهك قواعد الجامعة، أجابت ماغيل “إذا تحول الخطاب إلى سلوك، فيمكن أن يكون ذلك مضايقة، نعم”. وفي إشارة إلى تزايد المشاعر المعادية للمسلمين، قالت ماغيل “أعلم أن هذه الجلسة تركز على معاداة السامية، لكن كجامعة ومجتمع، نواجه حاليا مشكلة مهمة أخرى. نحن نشهد زيادة في المضايقات والترهيب والتهديد ضد الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين بسبب هوياتهم الإسلامية أو الفلسطينية أو العربية أو التي ينظر إليها على هذا النحو”.
ولم تقتصر ردود الفعل ضد ماغيل على وسائل التواصل الاجتماعي، بل وصل الضغط إلى حد تهديد المانحين الجامعيين بسحب تبرعاتهم. وأرسل روز ستيفنز، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة ستون ريدج القابضة، وأحد المتبرعين للجامعة، خطابا إلى الجامعة يهدد الإدارة بضرورة فصل ماغيل وإلا سيتم سحب أسهم ستون ريدج التي تصل قيمتها إلى 100 مليون دولار من الجامعة. من جانبها، لفتت صحيفة واشنطن بوست في مقال لها إلى أن استقالة رئيسة جامعة بنسيلفانيا أثارت جدلا حول حدود حرية التعبير في الولايات المتحدة. ووصف كثيرون استقالة ليز ماغيل بأنها خسارة لحرية التعبير، وتوقعوا أنها ستعرّض للخطر حقوق الطلاب والأساتذة في التعبير عن آرائهم عندما يتدخل المانحون والسياسيون لصياغة قواعد السلوك والمناقشة في الحرم الجامعي.
المصادر : الجزيرة، الأناضول