السلطة تستذكر رسميآ لحظة 11 ديسمبر 1960 وتتناسى مغزاها التاريخي العميق
الموقف ـ محمد إبراهيم ـ أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الأحد بمناسبة إحياء الذكرى الـ 63 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 “العزيمة والاقتداء بنهج الشهداء والمجاهدين في نكران الذات لنواصل معا بجهود الجميع تنمية البلاد” في رسالة غير مقنعة ما دام الواقع الذي يعيشه المواطنون لا يزال بعيدآ عن ‘الجزائر الجديدة” التي يطبل لها الإعلام الرسمي.
وقال رئيس الجمهورية في رسالة له عشية إحياء الذكرى الـ 63 المخلدة لمظاهرات 11 ديسمبر 1960: “إننا ونحن نستحضر المشاهد التاريخية العظيمة لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، ننحني أمام تضحيات الشعب الجزائري في هذه الذكرى الخالدة، في لحظة نستمد منها العزيمة والاقتداء بنهج الشهداء والمجاهدين في نكران الذات لنواصل معا بجهود الجميع تنمية البلاد”. وأضاف في ذات السياق: “هي جهود آلينا على أنفسنا أن لا تنقطع وأن لا تثنيها تحديات مقاومة التغيير حتى تحقيق الأهداف التي تعهدنا بها وجعلناها أولويات ميدانية، سواء تعلق الأمر بالنموذج الجديد للإنعاش الاقتصادي والرفع من مستوى المعيشة والقدرة الشرائية، وضمان شروط الحياة الكريمة أو تعلق الأمر بحفظ مكانة ودور الجزائر إقليميا ودوليا”.كما أبرز “الخطوات المتقدمة التي سمحت لبلادنا بفتح الآفاق الواسعة للتنمية المستدامة وتكريس روح المواطنة والعيش الكريم وبترسيخ أقدامها كشريك محوري موثوق يحظى بتقدير كبير لإسهاماته الصادقة الجوهرية في استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”.
وفي سياق ذي صلة، شدد رئيس الجمهورية على أن إحياء الذكرى “يأتي في مرحلة متعددة الرهانات تواجهها بلادنا بإرادة مخلصة وقوية بعد استكمال المنظومة المؤسساتية”، وهي رهانات ـ مثلما قال ـ “نخوضها بتسخير جهود الدولة لبناء اقتصاد ناجع وتنافسي والارتقاء بالحياة الاجتماعية وتحسين الإطار المعيشي للمواطن”. وذكر ببطولات المناضلين والمجاهدين الذين كان يحدوهم مع اندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 “إيمانهم بالنصر على استعمار استيطاني وعلى آلة عدوانه المدججة بأفتك أسلحة التقتيل والتدمير، والتي أمعنت في سياسة الأرض المحروقة بأبشع صورها”.وأكد الرئيس تبون أن “نفس إرادة الحياة والتحرر لا يمكن وأدها بفظائع القصف وبشاعة التدمير وخطط التهجير الإجباري وسيناريوهات التطهير العرقي التي يتمادى فيها الاحتلال الصهيوني ضد أشقائنا في فلسطين المحتلة وبجرائم الإبادة وجرائم الحرب التي يستمر في ارتكابها منذ شهرين في قطاع غزة”.
وفي إستذكاره للدرس التاريخي العميق الذي خلدته مظاهرات 11 ديسمبر 1960 – الذي يكمن في الدور الحاسم الذي لعبه نزول الجماهير الشعبية الى الشارع في المعركة من أجل الإستقلال – يبدو أن السيد رئيس الجمهورية قد نسي بأن السلطة الجزائرية التي يترأسها ويمثلها بحاجة ماسة للرجوع الى الإرادة الشعبية المهمشة من أجل التصدي للضغوطات الأمريكية التي يبدو أنها نجحت في تحييد الموقف الجزائري مما يحدث في فلسطين الجريحة وجعلته يكتفي بالخطابات الفارغة التي لا أثر لها على أرض الواقع في وقت لم تسجل فيه الجزائر أية نتيجة إجابية سواء داخليآ أو خارجيآ مقابل تخليها عن دورها الإقليمي الرائد.