عندما كان اللواء خالد نزار يرافع من أجل “مغربية” الصحراء الغربية

الموقف ـ أثارت مراسم الجنازة “الرئاسية” التي نظمتها السلطات الجزائرية لوزير الدفاع السابق خالد نزار جدلآ واسعآ بين الجزائريين لأسباب تتعلق بالشبهات الخطيرة التي تحوم حول ماضي هذه الشخصية خلال أحداث أكتوبر1988 الأليمة وخلال العشرية الدموية. ولكن الشيء الذي يجهله الكثير من الجزائريين هو وقوف خالد نزار ضد المصالح العليا لبلده في أكثر من مناسبة.

إذا تركنا جانبآ الدور الخبيث الذي لعبه خلال حراك 2019 رفقة السعيد بوتفليقة و الجنرال توفيق من أجل الإطاحة برئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أنذاك الفريق أحمد قايد صالح في إطار مناورة سياسية تهدف الى تقويض الحراك الشعبي وإنقاذ النظام الفاسد لا يمكن للذاكرة أن تنسى المواقف المشبوهة التي جاءت على لسان خالد نزار في قضايا دبلوماسية حساسة بالنسبة للجزائر كقضية الصحراء الغربية.

وفي هذا الموضوع كتبت صحيفة البيان المغربية بتاريخ 12 مارس 2003 : “في موقف لم يسبق أن صدر عن مسئول جزائري رفيع، صرح وزير الدفاع الجزائري السابق اللواء المتقاعد خالد نزار، «إن الجزائر ليست بحاجة لدولة جديدة على حدودها»، في إشارة مباشرة الى رفضه قيام دولة على أرض الصحراء الغربية. وقال في حديث أجرته معه أسبوعية «لاغازيت» المغربية قوله «إن أفضل السبل لحل المشكل هو تبني أطروحة» لا خاسر و لا رابح، ويجب إيجاد الصيغة الملائمة التي تسمح للصحراويين بالالتحاق بالبلد في إطار تفاهم. والمقصود بالبلد هو المملكة المغربية كون نزار يوضح في جواب على سؤال لاحق بأن الجزائر ليست لها أطماع ترابية في الصحراء الغربية فهي بلد واسع جدا”.

وفي نفس الموضوع كتبت صحيفة إيلاف الصادرة في لندن بتاريخ 30 سبتمبر 2004 : “اعتبر وزير الدفاع الجزائري الأسبق خالد نزار أن خطة جيمس بيكر المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية ليست مجدية. وقال نزار في مؤتمر صحافي إن حل قضية الصحراء الغربية يكون من خلال اعتماد نوع من الحكم الذاتي الواسع مثلما تشير إليه الخطة المغربية المقترحة من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ” . وإذا كان لأي مواطن جزائري عادي الحق في أن يأخذ موقفآ مخالفآ لموقف دولته من قضية دبلوماسية كهذه السؤال يبقى مطروح عندما يتعلق الأمر بشخصية تقلدت مناصب عليا وبقيت نافذة خلف الستار خلال عقود من الزمن.