الجزائر وموريتانيا بصدد إنجاز مشاريع تكاملية واعدة لبناء شراكة إستراتيجية

تعكس المشاريع التكاملية الواعدة التي ما فتئت تتجسد على أرض الواقع بين الجزائر وموريتانيا، الإرادة القوية التي تحدو البلدين في الإرتقاء بمستوى تعاونهما الثنائي إلى آفاق أوسع وإضفاء ديناميكية جديدة على المبادلات الإقتصادية والتجارية بين الجانبين لبناء شراكة إستراتيجية شاملة.

و تجسيدا لهذا المسعى التكاملي، شرع رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، يوم الخميس، في زيارة إلى ولاية تندوف، حيث سيقوم رفقة أخيه رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، بوضع حجر الأساس وتدشين عدد من المشاريع الهامة والاستراتيجية المشتركة بهذه المنطقة الحدودية. و من المرتقب أن يشرف رئيس الجمهورية ونظيره الموريتاني، خلال هذه الزيارة، على تدشين المعبرين الحدوديين الثابتين للبلدين وإعطاء إشارة انطلاق مشروع إنجاز طريق تندوف (الجزائر) ء الزويرات (موريتانيا). كما سيقوم الرئيسان على اثرها بوضع حجر الأساس لمشروع إنجاز المنطقة الحرة بتندوف.

و شهدت الأشهر الأخيرة تكثيفا لتبادل الزيارات الرسمية على مختلف المستويات وتعزيزا ملحوظا للتشاور والتنسيق البيني في إطار الإرادة المعلنة والطموح المشترك الذي يحدو كلا من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون وأخيه رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في الارتقاء بالعلاقات الأخوية العميقة والمتميزة بين البلدين إلى أسمى المصاف وتعزيز التجانس في المواقف إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك. و كانت آخر زيارة لمسؤول جزائري إلى موريتانيا الشقيقة تلك التي قام بها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد أحمد عطاف، قبل أسبوعين، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية.

و تمكنت الجزائر من خلال مشروع الطريق البري الذي يربط بين مدينتي تندوف بالجزائر والزويرات بموريتانيا والممتد على مسافة تقارب 800 كيلومتر، من انجاز لأول مرة منذ استرجاعها للسيادة الوطنية، منشأة ذات أهمية كبرى خارج حدودها بحيث تكفلت مؤسسات جزائرية بمختلف مراحل الإنجاز. و ستكون منطقة التجارة الحرة “المقار” التي ترأس بشأنها رئيس الجمهورية اجتماع عمل اول أمس الثلاثاء، بمثابة بوابة نحو إفريقيا الغربية، لتضاف إلى مناطق حرة أخرى للتبادل التجاري تقرر استحداثها بجنوب الوطن في كل من تين زاوتين وتيمياوين وبرج باجي مختار والدبداب. كما سيكون للمعبر البري الحدودي “الشهيد مصطفى بن بولعيد” الرابط بين البلدين، بالغ الأثر في الرفع من حجم المبادلات التجارية التي تعرف حاليا تناميا مستمرا.

و تعتبر موريتانيا أول محطة في مسار تجسيد توجه الجزائر لفتح فروع للبنوك الجزائرية في إفريقيا، بحيث بعد افتتاحه أول وكالة تجارية له بهذا البلد الشقيق شهر سبتمبر الماضي، قام قبل أيام بنك الاتحاد الجزائري، بافتتاح وكالة تجارية جديدة له بمدينة نواذيبو الموريتانية بهدف تقديم خدمات جوارية حقيقية وتعزيز المبادلات التجارية وتنشيط الحركة الاقتصادية والتجارة البينية بين البلدين الشقيقين. و تعد الجزائر أحد أهم الشركاء الاقتصاديين لموريتانيا، حيث سجلت قيمة الصادرات الجزائرية نحو موريتانيا ارتفاعا مطردا خلال السنوات الثلاث الماضية تجاوز نسبة 200 بالمائة، وهي أرقام مرشحة للارتفاع أكثر مستقبلا بفضل دخول المشاريع الإستراتيجية بين البلدين حيز الخدمة.

و تسهيلا لانسيابية التبادلات التجارية، تم شهر نوفمبر الماضي بالجزائر العاصمة عقد اجتماع للجنة الجمركية المشتركة الجزائريةألموريتانية في دورتها السادسة، بحيث تم الاتفاق على تعزيز التعاون الجمركي بين البلدين وتيسير عملية التبادل عبر الحدود. كما تم بذات المناسبة التأكيد على ضرورة تجسيد كافة الآليات التي من شأنها تسهيل حركة البضائع والمسافرين وتأمينها من أجل التصدي لكافة أنواع الجريمة العابرة للحدود، إضافة إلى تذليل كافة العراقيل المحتملة التي قد تعترض التجسيد الميداني الفعال لهذه الآليات.


(واج)