قايد صالح : إنتهى العهد الذي كانت فيه الأقلية تفرض إرادتها على الأغلبية

في كلمة ألقاها أمام إطارات الناحية العسكرية الثانية بوهران تصدى قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح الى مناورات ودسائس أذناب العصابة المتسترين وراء المجموعات التي تحاول إجهاض المسار الإنتخابي بالتعاون مع بعض الدوائر الأجنبية المعروفة بنواياها الخبيثة إزاء الجزائر وجاء في هذه الكلمة مايلي:

“إن واجب الوطنيين المخلصين اليوم وفي طليعتهم الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني هو أن لا يتركوا جزائر الملايين من الشهداء عرضة لدسائس ومؤامرات شرذمة قليلة من الحاقدين على الجزائر من خلال تخطيطهم لإفساد عرس الانتخابات الرئاسية، لقد نسي هؤلاء أن تصميم أحرار الوطن على المضي قدما نحو تحقيق الأهداف الوطنية النبيلة والسامية للشعب الجزائري، هو تصميم لا يقبل المهاترات ولا الجدل الفارغ والعقيم، فالأمر يتعلق بالجزائر، أرض الملايين من الشهداء الذين منحوا أعز ما يملكون من أجل أن يعـرف وطنهم معاني التحرر الحقيقي، ومعاني الاستقلال الكامل، المتمثل في تمكين الإرادة الشعبية بمفهومها الحقيقي والصحيح من رسم معالم مستقبل الوطن بكل حرية وديمقراطية، وتجسيدا لهذه التطلعات الشعبية المشروعة، فإننا لن نتردد لحظة واحدة في التصدي الصارم والرادع لهذه الشرذمة، وسنكون دوما، مثلما أكدنا على ذلك أكثر من مرة، حماة لهذه الإرادة الشعبية وأمناء على تجسيدها، من خلال التطبيق الدقيق والصارم للقوانين السارية المفعول، فلن نترك المجال للعصابة وأذنابها لعرقلة هذا العرس الانتخابي الواعد والمفصلي في تاريخ الجزائر، وسنجسد فعليا وميدانيا هذا الكلام على أرض الواقع.

فبلادنا بلاد الخير تحوز على إمكانيات وثروات معتبرة فوق الأرض وتحت الأرض، فلن نترك العملاء ينهبوا رفقة أسيادهم هذه الخيرات الوطنية الزاخرة ولن نترك أرض الشهداء يعيث فيها المفسدون فسادا، ولن نسمح لأي كان التلاعب بمصير البلاد ومستقبل الشعب الجزائري”.

“لقد أصبح اليوم واضحا للعيان أشد الوضوح، بأن هذه العصابة ومن يدور في فلكها ويأتمر بأوامرها، هم دخلاء وغرباء عن الشعب الجزائري، فمن لا يخدم مصلحة الوطن بمفهومها الحقيقي، هو دخيل وغريب عن الوطن بل ومعادي له، لأن هذه الشرذمة لا تملك حق التفكير، فالأطراف الخفية التي تقف وراءها هي التي تفكر لها وتأمرها بالتنفيذ، إننا لا نقول هذا الكلام من فراغ، بل لدينا معطيات تؤكد تورط هؤلاء العملاء وسنتخذ دون شك الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب باسم القانون ضد هذه الشرذمة، فلا تسامح، أقول لا تسامح مع هذه الفـئـة القليلة، التي تعودت على فرض إرادتها الظالمة على الأغلبية، لقد انتهى وإلى الأبد هذا العهد غير السوي، فالكلمة الآن أصبحت للشعب الجزائري الذي سيعرف كيف يبني دولة القانون التي لا سيد فيها سوى القانون، ومن يحاول عرقلة هذا المسار فقد ظلم نفسه، ولن يسمح أحرار الجزائر ابتداء من اليوم بأن يعبث أعداء الوطن بمصير الأمة، لقد عانى الشعب الجزائري كثيرا أثناء العهد الاستعماري البغيض ولن يعود مهما كانت الظروف والأحوال إلى العيش مراحل أخرى من المعاناة، تلكم هي التطلعات المشروعة التي سيسهر على تجسيدها ميدانيا رجال أوفياء وشرفاء ومخلصون لله والوطن، يقولون ويفعلون ولا يراوغون، مثل بعض الذين يدعون الثقافة والمعرفة بالقانون لكنهم يتصرفون تصرفات منافية تماما للقانون ومجانبة تماما للصواب، من خلال تصريحات مغرضة، لقد تناسوا بأن المعيار الوحيد للحكم على الأفعال والأقوال هو الشعب الجزائري، فمن أراد أن يقيس قيمته الحقيقية فليتقدم إلى الشعب ويترشح، أما غير ذلك فسيبقى كلاما هراء وليس له قيمة أبدا”