حملة تشهير غير مبررّة وغير مقبولة من بوق مأجور ضد الدكتور عبد الرزاق مقري

الموقف ـ محمد إبراهيم ـ أثار نبأ وصول 6 مناضلين جزائريين وعلى رأسهم الدكتور عبد الرزاق مقري الى مطار إسطنبول ضمن دفعة من 137 ناشط تم ترحيلهم من طرف الإحتلال شعورآ بالإطمئنان على سلامتهم حتى وإن لن يكتمل هذا الشعور قبل عودة باقي إخوانهم ورفقائهم الذين لا زالو محتجزين. وفي الوقت الذي كنا ننتظر فيه من الإعلام الوطني وقفة تضامنية مستحقة فإذا بنا نصدم بحملة تشهير شنيعة على الدكتور عبد الرزاق مقري من طرف بوق مأجور.
في خرجة إعلامية مخزية لم تتردد يومية “النهار” على توجيه إتهامات خطيرة ضد المناضل عبد الرزاق مقري عندما كتبت : ” تفاجأت أوساط جزائرية مهتمة بقافلة الصمود لكسر الحصار عن غزة بإطلاق الموساد الإسرائيلي لعبد الرزاق مقري، بتنسيق مخابراتي تركي إسرائيلي حصري“.وأضافت “النهار” : ” تفيد المعلومات أن مقري عبد الرزاق الذي كان قد أطلق تسجيلا يطلب فيه من الحكومة الجزائرية حصرياً بالتدخل لإنقاذه من الأسر وإعادته سالماً إلى أرض الوطن، لكنه في الوقت ذاته كان قد ربط اتصالاته مع المصالح الأمنية التركية التي يعلم علاقاتها غير المخفية مع الموساد. ليتبين فور إتمام تحريره ودخوله عبر رحلة جوية تركية إلى أراضيها، تبيّن حسب شهادات أن مقري قال لجزائريين هناك فور نزوله ” عندنا أصدقاء في تركيا” رافضا بعد ذلك أي تواصل مع دبلوماسيينا في تركيا”.
لا نعلم إذا كان عبد الرزاق مقري قد رفض حقيقة التواصل مع ممثلي الدولة الجزائرية بتركيا وإذا حدث بالفعل هذا الأمر سنعتبره خطآ وخطيئة لا تغتفر خاصة عندما يتعلق الأمر بشخصية فكرية وسياسية وطنية مثل عبد الرزاق مقري ولكن المعلومة لم يتححقق بعد من صحتها ولم نؤكدها من مصدر موثوق ولذلك سنقتصر بتذكير القراء بما هو أساسي في هذه القضية : إن تحرير النشطاء ومن بينهم عبد الرزاق مقري وترحيلهم الى تركيا لم يكن ممكنآ بدون تدخل السلطات التركية والدول المعنية الأخرى التي تربطها علاقات مع الكيان. وفي حالة الجزائر التي ليست لها إية علاقة مع الكيان فإن التدخل من أجل تحرير المواطنين الجزائريين المحتجزين لا يمكن أن يحصل إلٱ بطريقة غير مباشرة عبر منظمة دولية أو دولة صديقة لها إتصال مع الكيان (تركيا، قطر، مصر , الأردن ، روسيا أو إيطاليا مثلآ).
الجميع يعرف أن تركيا لها علاقات دبلوماسية وإقتصادية وعسكرية وإستخباراتية مع الكيان وهي عضو في حلف الناتو وهذه الحقيقة ـ التي لا يجب تجاهلها عند التعامل مع مؤسسات هذه الدولة ـ لا تنقص من مكانة ودور تركيا كدولة محورية في محيطها الإقليمي. وهذا لا يمنع الجزائر بالحفاظ على علاقات حسنة مع تركيا على جميع الأصعدة. فلماذا إذن حملة التشهير والتخوين هذه ضد الكتور عبد الرزاق مقري ؟ الدكتور عبد الرزاق مقري شصية وطنية يتوجب عليها الولاء لوطنها بدولته ومؤسساته الجمهورية وهو في نفس الوقت شخصية إسلامية تربطها علاقة صداقة وتعاون مع دول شقيقة مثل تركيا وماليزيا وإندونيسيا ولا تعارض بين هذين الجانبين إذا تحلى الجميع بالروح الوطنية الحقيقية بعيدآ عن خطابات التخوين والشيطنة. وبدلآ من خطاب التخوين الذي لا مبرر له كنا ننتظر من الإعلام الوطني الرسمي وغير الرسمي تشجيعآ معنويآ لشخصية وطنية ـ إتفقنا أو إختلفنا معها ـ أصبحت شخصية إسلامية بإمكانها أن ترفع عاليآ على المنابر الدولية صوتآ جزائريآ في إطار العمل المدني والحضاري الذي يتقاطع مع نضال الدبلوماسية الجزائرية من أجل نصرة القضايا العادلة وبناء نظام دولي متعدد الأقطاب.