ثلاثة أسئلة إستراتيجية حول اتفاق الإمارات وإسرائيل

طرح روبرت دانين، المسؤول الأميركي السابق في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض والمحاضر حاليا بجامعة هارفارد، ثلاثة أسئلة عقب الإعلان عن توصل الإمارات وإسرائيل لتوقيع اتفاق يؤسس لعلاقات دبلوماسية بينهما برعاية أميركية.

وأشار دانين، في تغريدات له، إلى أنه وفي ظل الوضع المتغير وغير المستقر في الشرق الأوسط حاليا وخلال الأشهر القليلة القادمة تطرح أسئلة إستراتيجية ترتبط بالمستقبل.

أول هذه الأسئلة ركز على هوية الدولة التالية في قطار التطبيع مع إسرائيل، وتساءل دانين: هل ستكون البحرين ثم السعودية لاحقا؟

وارتبط ثاني الأسئلة بمستقبل خلافة الحكم داخل السعودية، وما إذا كانت مباركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لولي العهد السعودي محمد بن سلمان تعد جزءا من الصفقة؟

أخيرا هل من شأن تعزير علاقات الخليج بإسرائيل أن يُسهم في زيادة وتيرة التوتر مع إيران أم أنه سيدفع نحو التهدئة معها؟

وقال دانين -الذي ترأس ملف القدس ضمن اللجنة الرباعية لسلام الشرق الأوسط أثناء رئاسة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لها- إن وضع المنطقة الحالي غير مسبوق، وهناك قرارات لا يمكن تجاهل علاقتها بأجندة الأحداث السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية.

هوية الدولة التالية
خلال مؤتمره الصحفي في البيت الأبيض يوم أمس، قال ترامب “سترون أن هناك دولا أخرى ستنضم إلى هذا الاتفاق وسنجلب السلام للشرق الأوسط”.

ويرى خبراء أميركيون أن هدف تأسيس علاقات قوية تجمع إسرائيل بدول الخليج كان على رأس أولويات صانع السياسة الأميركية على مر عقود طويلة.

وبعد أنباء عن الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل، اجتهد كثير من الخبراء الأميركيين لمعرفة الدولة التالية في سلم التطبيع الإسرائيلي، وأجمعت الآراء على دولة البحرين، ولم يستبعدوا السودان والسعودية وسلطنة عمان التي قد تنضم في القريب العاجل.

وأشارت الباحثة بمشروع ديمقراطية الشرق الأوسط إمي هاوثورن في تغريدة لها إلى أن البحرين ستتبع الإمارات في تأسيس علاقات مع إسرائيل.

يذكر أن البحرين استضافت العام الماضي أعمال الجانب الاقتصادي من صفقة القرن في مؤتمر وورش شارك فيها مسؤولون إسرائيليون ونظراؤهم الخليجيون.

من ناحية أخرى، توقعت صحيفة وول ستريت جورنال أن تعتمد السعودية مقاربة أكثر تدريجية للاعتراف الدبلوماسي الكامل بإسرائيل.

السعودية وصفقة القرن
أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن صعود محمد بن سلمان إلى العرش سيؤدي إلى تسريع العلاقات مع إسرائيل.

وخلال زيارته الطويلة للولايات المتحدة قبل عامين، أخبر ولي العهد السعودي شخصيات بارزة من يهود أميركا أن أمام الفلسطينيين خيارين، أولهما القبول بعملية السلام ضمن طرح ترامب المعروف باسم صفقة القرن، أو أن يلزموا الصمت ويتوقفوا عن الشكوى.

ويرجع البعض دفاع ترامب المستمر عن بن سلمان إلى الدور السعودي في الترويج لصفقة القرن التي تهدف لتسوية القضية الفلسطينية، حيث لعبت الرياض دورا ضاغطا على السلطة الفلسطينية للقبول بطرح فريق ترامب الذي يشرف عليه صهره ومستشاره جاريد كوشنر.

وقد أشار ترامب صراحة إلى أن للسعودية دورا في حماية إسرائيل في تبريره لتصدير أسلحة متطورة للمملكة.

من جهتها، قالت المسؤولة السابقة بالبيت الأبيض والخبيرة بالمجلس الأطلسي كريستين فونتينروز لصحيفة وول ستريت جورنال، إنه لن يتم التوصل إلى أي اتفاق بين السعودية وإسرائيل طالما أن سلمان بن عبد العزيز هو الملك.

اختبار إيران
يرى الكثير من الخبراء، ومن بينهم توماس فريدمان الكاتب بصحيفة نيويورك تايمز، أن أكبر الخاسرين من الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي هم إيران وحلفاؤها.

واعتبر منسق السياسة الأميركية المستقيل براين هوك أن “سياسة إيران الخارجية ساعدت على التقريب بين الإسرائيليين والإماراتيين، واتفاق السلام هذا هو أكبر هزيمة للنظام الإيراني”.

وكانت إسرائيل والإمارات من أكثر المعارضين للاتفاق النووي الذي وقعه الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران، وأيد الطرفان الانسحاب الأميركي من الاتفاق في عهد ترامب وما تبعه من تبني سياسة الضغط القصوى ضد النظام الإيراني وتغليط العقوبات الأميركية عليها.

وبعد ساعات من إعلان التطبيع بين الإمارات وإسرائيل بالبيت الأبيض، أعلنت واشنطن مصادرة شحنات نفط إيرانية تقدر بأكثر من مليون برميل نفط كانت في طريقها لفنزويلا، ويترك هذا التطور كل الاحتمالات مفتوحة مع إيران، على الرغم من تعهد ترامب بالتوصل لصفقة مع الإيرانيين خلال 30 يوما من إعادة انتخابه.

المصدر : الجزيرة