فايننشال تايمز: قرار الرئيس الأمريكي يشجع على الحرب في المنطقة

قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، الأحد، أن آخر قرار للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب حول الصحراء الغربية لا يجلب السلام بل يعزز مخاطر عدم الاستقرار ويشجع على الحرب في المنطقة.

وأضافت الصحيفة في مقال رأي رئيسي، أن “الصفقة” التي أعلن عنها ترامب الخميس الماضي، كانت آخر صفقة في سلسلة الصفقات التي كانت كلها “تقوم على فكرة المقايضة والعقود التجارية”. وأشار المقال إلى أنه مقابل تطبيع العلاقات بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي، اعترفت الولايات المتحدة بمزاعم الرباط في الصحراء الغربية، التي ما زالت مسجلة لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة من ضمن الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي. وتقول الصحيفة نقلاً عن مصادر دبلوماسية، أن “التوترات زادت في الصحراء الغربية” في ظل انتهاك المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار، مما “دفع بجبهة البوليساريو لأخذ قرار الدفاع عن النفس” في أعقاب العدوان العسكري المغربي على المدنيين الصحراويين في منطقة منزوعة السلاح في الكركرات، وفق وكالة الأنباء الجزائرية (واج).

وذكرت الصحيفة بقرار الأمم المتحدة الصادر عام 1991 والذي حدد معالم وقف إطلاق النار منذ 30 عاماً قد نص على أن مستقبل المنطقة يتقرر عبر تنظيم استفتاء لتقرير المصير. وأشارت نقلاً عن مصادر دبلوماسية إلى أنه بدلاً من تقوية مصداقيته كصانع سلام في الأيام الأخيرة من حكمه، يقوم ترامب بـ”زيادة مخاطر عدم الاستقرار في المنطقة”. وذكرت الصحيفة، أن منظمة العفو الدولية كانت قد لفتت الشهر الماضي إلى تشديد السلطات المغربية التضييق ومنع دخول مراقبي حقوق الإنسان والصحفيين المستقلين في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية.

هذا وكانت التنظيمات المتواجدة بالإقليم قد حذرت من تشديد السلطات المغربية الخناق على المتظاهرين السلميين بعد إقدام القوات المغربية بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 1991 بين جبهة البوليساريو والمغرب، تحت رعاية الأمم المتحدة. ونقلت الصحيفة عن مناضل من مؤسسة “نشطاء” الصحراوية المتواجدة بالأراضي المحتلة تصريحه، أن القوات المغربية اعتقلت حوالي 35 شخصية بسبب مشاركتها في مظاهرات سلمية. وقال المناضل، إن إعلان ترامب “أكد لديه بوضوح أنه بعد أن تم غلق كل أبواب السلام لم يترك أمام الشعب الصحراوي من خيار إلا الكفاح المسلح”.