الهمجية العنصرية تقتل الشاب جمال بن إسماعيل

محمد إبراهيم

يالها من واقعة تقشعر أمامها النفوس! شاب يأتي لولاية تيزي وزو ليعبر عن تضامنه مع أهلها في الضراء يجد نفسه بين أيدي وحوش تعذبه وتنكل بجسمه قبل حرقه تحت تهمة باطلة مبنية على الشك والوسوسة وكراهية الآخر! وعاش الجزائريون أمس، صدمة حقيقية أمام هول صور التنكيل بهذا الشاب الذي اتهم زورا بإضرام النيران بمنطقة الأربعاء نايث إيراثن والصدمة كانت مضاعفة لما تم الوقوف على أن الشاب جمال بن سماعيل، فنان جاء إلى المنطقة متطوعا.

تحولت الأجواء في مواقع التواصل الاجتماعي أمس من النقيض إلى النقيض، من صور التلاحم والتآزر إلى فتنة استغلها وسيستغلها أصحاب النفوس المريضة للنفخ على نار الكراهية في هذا السياق الخطير إرتفعت العديد من الأصوات ضد الفتنة النائمة وراحت تقول بأن أقصر سبيل لاحتواء الوضع هو بكل تأكيد توقيف الوحوش المتسببين في مقتل الشاب “جيمي” وتقديمهم أمام العدالة وتحديد المسؤوليات في هذه القضية.

وإذا كان من الواجب العاجل التصدي لخطابات الكراهية التي تغذي نار الفتنة يستوجب الأمر اليوم مواجهة المشكلة السياسية التي تقف وراء مثل هذه السلوكات الهمجية التي تستمد جذورها من المشاعر العنصرية الحاقدة والمتسترة وراء الشعارات الثقافية والديمقراطية الكاذبة التي ترفعها حركة قومجية عنصرية باتت تهدد الوحدة الوطنية والأمن القومي وللأسف الشديد ساهم في تنامي هذه الحركة وتغولها غياب مؤسسات الدولة التي أصبحت رهينة الإبتزاز بالإنفصال الذي تمارسه بدهاء ومكر شديد الأقليات الثقافية والإديولوجية المرتبطة بالدوائر الإستعمارية والصهيونية والتي نجحت في إختراق جميع مفاصل الدولة العميقة