هل تلعب الإمارات لعبة مزدوجة في الجزائر ؟
محمد المرابط
من الطبيعي أن تستقطب الأزمة الراهنة في الجزائر إهتمام الدول التي تلعب دورآ إقليميآ مهمآ و على رأسها الدول العظمى مثل الولايات المتحدة، فرنسا، روسيا٠ لكن هناك دول تبدو أصغر حجمآ و رغم ذلك لا يقل دورها أهمية من دور الدول الكبرى٠ و تشكل دولة الإمارات نموذجآ حيآ لمثل هذه المفارقة٠إن دور الإمارات في العراق و سوريا و اليمن و ليبيا أكبر بكثير من حجمها إذ يتجاوز أحيانآ دور جارتها الكبرى المملكة العربية السعودية٠
وماذا عن دور الإمارات في الجزائر ؟ الى حد اليوم لم نشهد للإمارات دورآ مباشرآ في الجزائر لكن هذا لا يعني أن ليس لها أي دور خلف الستار٠ إذا أردنا فهم الموقف الإماراتي من الأزمة الجزائرية علينا التركيز على عاملين، الأول يتمثل في العلاقة الخاصة التي تربط الرئيس بوتفليقة بالعائلات الحاكمة في الإمارات، و الثاني هو معارضة الإمارات الشديدة للتيار الإخواني التي تكاد أن تصبح المفتاح الرئيسي للدبلوماسية الإماراتية٠
العاملان الإثنان يصبان في إتجاه واحد وهو تأييد نظام بوتفليقة خاصة إذا أقتنعت الإمارات بالقراءة التي تروج لها بعض الدوائر الغربية و التي تركز على ٌ التهديد الإسلامي ٌ٠
يبدو أن هناك عامل جديد يجب أخذه بعين الإعتبار و هو موقف الجيش الجزائري الذي تربطه بالإمارات علاقة تعاون معتبرة منذ سنوات عديدة٠ كيف ستتعامل الإمارات مع الازمة الجزائرية إذا تخلت المؤسسة العسكرية عن بوتفليقة ؟ هل سيبقى العداء للتيار الإخواني هو العامل الرئيسي الذي يغذي الموقف الإماراتي في الوقت الذي تتكالب فيه النخب الفرنكوفيلية المعادية للعرب من اجل فرض مشروعها التغريبي على الشعب الجزائري ؟