الراية الفلسطينية ترفرف بجانب الراية الوطنية

محمد المرابط

من أروع مشاهد الحراك الشعبي الجاري في الجزائر منذ خمسة أسابيع أن نرى الراية الفلسطينية ترفرف جنبٱ الى جنب الراية الوطنية٠ هذا المشهد الرائع دليل قاطع على مدى تعلق الشعب الجزائري بقضية الامة العربية الاسلامية المركزية٠ هذا المشهد يدل كذلك على وعي قطاعات واسعة من الشباب الجزائري بتشابك القضايا الداخلية و القضايا الخارجية٠ إن تحرير الجزائر من حكم العصابات الفاسدة مرتبط إرتباط شديد بعملية التخلص من التبعية الخارجية التي تراهن عليها العصابة الحاكمة من أجل البقاء في السلطة٠ رسالة الشعب الجزائري واضحة تمامآ٠ الثورة على الحكم الفاسد لن تكون بالعمق المنشود إلا إذا كانت في نفس الوقت ثورة من أجل إسترجاع السيادة الكاملة التي نص عليها بيان أول نوفمبر ضد نهج الخيانة و العمالة الذي تحاول النخب التغريبية المتغلغلة داخل أجهزة الدولة العميقة فرضه بذريعة التحديث والتمزيغ

إن تعلق الشعب الجزائري بالقضية الفلسطينية الذي أذهل القنوات العربية في عدة مناسبات يصب جذوره في تقاسم الشعبين الشقيقين ويلات الاستعمار الإستطاني العنصري الأمر الذي يفسر المواقف الجزائرية المعروفة بمساندتها للمقاومة الفسطينية منذ عقود٠ لكن هناك عامل ثاني يجب التوقف عنده قليلا و هو تحول المسألة الفلسطينية الى قضية شبه داخلية من شأنها المساهمة في غربلة القوى السياسية و الاجتماعية الفاعلة٠إن تراجع التيار الوطني النوفمبري خلال العقود الثلاثة الماضية تحت ضربات التيارات المعادية خلق الانطباع بأن القضية الفلسطينية اصبحت شبه محتكرة من طرف التيارات الإسلامية٠ و في نفس الوقت قامت التيارات الامازيغية الانعزالية بمحاولات من اجل إبعاد الجزائر كدولة و كمجتمع عن القضية الفلسطينية تحت ذريعة الاهتمام بالشؤون الجزائرية قبل كل شيء٠ هذا الخطاب الجزأراني كان عبارة عن قناع تتستر من ورائه تيارات عنصرية حاقدة على كل ما يرمز للعروبة و الاسلام الى درجة دفعت ببعضهم نذكر منهم أتباع الماك الى تبني المواقف الصهيونية علنٱ

٠المشكلة إن مثل هذه المواقف لا يتبناها تيار سياسي بمفرده مدام هذا التيار استطاع أن يخترق جميع مفاصل الدولة العميقة و لو لم يكن الامر كذلك لما تجندت الدوائر الاستعمارية الجديدة من اجل إنقاذ حكم العصابة الحاكمة و المرتبطة عضويٱ بالنخب التغريبية التي تحاول فرض الغبرطة و الششنقة على أغلبية الشعب الجزائري٠ لكن إستفاقة الشعب الجزائري أخلطت أوراق العصابات الحاكمة و المنتفعة التي أصبحت تراهن علنأ على الخارج و هي مستعدة لمقايضة بقائها في السلطة بالتخلي عن مصالح الجزائر و مواقفها الدبلوماسية خاصة ما يتعلق منها بالقضية الفلسطينية٠ هذا ما فهمه الشباب الجزائري من مناورات العصابة الحاكمة التي أرسلت مبعوثها رمطان لعمامرة الى عدة عواصم لهذا الغرض٠فعندما يصبح التطبيع مع الكيان الصهيوني تذكرة لبقاء العصابة تصبح الراية الفلسطينية رمزأ من رموز الحراك الشعبي من اجل رحيل العصابة و هزيمة حلفائها في الداخل و الخارج٠