من له مصحلة في محاولة تعكير العلاقات الجزائرية ـ المصرية ؟
الموقف ـ محمد إبراهيم
إرتفعت في الآونة الأخيرة بعض الأصوات التي تركز على أزمة دبلوماسية بين جمهورية مصر العربية والجزائر وذلك على خلفية بعض الخلافات المتعلقة بالملف الليبي والملف الفلسطيني حيث تسعى الجزائر الى المساهمة في لم شمل الحركات الفلسطينية المختلفة. وتأتي هذه الحملة التي يتصدرها للأسف موقع ” العربي الجديد” المعروف بميوله الإخوانية في الوقت الذي تحاول فيه الجزائر تنظيم قمة عربية تتوحد من خلالها جل الطاقات العربية حول قضية الأمة المركزية ألا وهي قضية فلسطين وعاصمتها القدس الشريف. والمؤسف أن القناة الجزائرية “الواقع نيوز” راحت تردد نفس الأخبار دون التحقيق في صحتها.
هناك فعلآ بعض الخلافات بين الجزائر والشقيقة مصر في التعاطي مع الملف الليبي ولكن الحقيقة التي يجهلها أو يتجاهلها الموقع الإخواني أن هذه الخلافات بمثابة خلافات ثانوية إذا قارنها بما يجمع البلدين خاصة في الظروف الجيوسياسية الإقليمية والدولية الراهنة. والغريب في هذه الحملة المغرضة التي تستهدف العلاقات الجزائرية المصرية أنها تتزامن مع الإنفراج الذي تشهده العلاقات بين مصر وتركيا فيما يخص الملف الليبي.
ولم يقتصر المصدر ذاته على محاولة ضرب العلاقة بين الجزائر ومصر حيث شن حملة مماثلة من أجل ضرب العلاقة بين الجزائر وشقيقتها الإمارات العربية المتحدة عوض أن تتبنى خطآ متوازنآ يوحد بين الأشقاء مهما كانت المقاربات الدبلوماسية مختلفة ومتناقضة أحيانآ. نوعية العلاقات التي تربط الجزائر بشقيقاتها العربية لا يتأثر بالضرورة بالخلافات التي تبرز من الحين الى آخر نتيجة التعقيدات التي تشهدها إدارة الملفات الإقليمية الشائكة من زاوايا متعددة.