“لو موند”: تداعيات الحرب الأوكرانية تزعزع استقرار العلاقات الفرنسية الألمانية
ذكرت دصحيفة “لو موند” الفرنسية أنّ إرجاء اللقاء الوزاري بين فرنسا وألمانيا هو بسبب “تراكم الخلافات حول الملف الأوكراني، وتداعياتها الاقتصادية على أوروبا”، فيما يدور الحديث عن تأجيل قمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، اللذان يمران بوقت عصيب معاً. وأشارت الصحيفة إلى أنه “من خلال الإخلال بالتوازن في أوروبا، تؤدي الحرب في أوكرانيا إلى زعزعة استقرار العلاقات الفرنسية الألمانية، بسبب ديناميكية جديدة داخل أوروبا تزيد من تأثير القطب الشرقي لأوروبا”، لافتةً إلى أنه وعلى الرغم من أنّ المستشار الألماني شكر الرئيس الفرنسي على زيارته لألمانيا “إلاّ أّن الدفء ليس حاضراً بين الرجلين، وقد يقول البعض أنه لم يكن موجوداً أبداً”.
واعتبرت الصحيفة أنّ القادة الأوروبيين مثل ماكرون، “سوف يعتادون على هذا الزميل الألماني الذي يربكهم. الشيء الرئيسي هو أنه من خلال الإخلال بالتوازن في أوروبا، تؤدي الحرب في أوكرانيا أيضاً إلى زعزعة استقرار العلاقة الفرنسية الألمانية، التي اعتبرت لعقود من الزمن محرك البناء الأوروبي”.ووفق الصحيفة نفسها، فإنه كلما طال أمد الحرب، كلما انخرط الغرب إلى جانب أوكرانيا، وأصبحت أوكرانيا أوروبية، وانفصلت عن المجال الروسي، وتحول مركز ثقل أوروبا نحو الشرق والشمال. وقبل يومين، انتقد الرئيس الفرنسي النموذج الألماني، في مقابلة أجرتها معه صحيفة “ليزيكو”، وحضّ برلين على إبداء “تضامن” أوروبي في مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة، محذّراً من “الإخلال بالتوازن على صعيد التنافس”، الذي يمكن أن ينجم عن الخطة الألمانية الضخمة لمساعدة الأسر والأفراد.
ورأى ماكرون أنّ “ألمانيا تمر بلحظة تغيير لنموذجها، ويجب عدم التقليل من أهمية طابعها المزعزع للاستقرار”، لافتاً: “إذا أردنا أن نكون متّسقين، يجب ألاّ نتبنى استراتيجيات وطنية بل استراتيجية أوروبية”.موقف ماركون جاء بعد أن رفض شولتس مطلع الشهر الجاري، انتقادات أوروبية موجّهة لخطّة بلاده، مبيناً أنّ “التدابير التي تتّخذها بلاده ليست فريدة، بل “تتّخذ أيضاً في بلدان أخرى وعن حق”. وسيسعى قادة الاتحاد الأوروبي، خلال قمّة ستُعقد في بروكسل، اليوم والجمعة، لوضع آلية موحدّة لمكافحة ارتفاع أسعار الطاقة على خلفية الحرب الدائرة في أوكرانيا، بعد أيام من تأكيد مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنّأوروبا تواجه أكبر أزمة طاقة منذ العام 1970.