الغائب الكبير في محاكمة قتل جمال بن سماعيل : الكراهية العنصرية

الموقف ـ محمد إبراهيم

تشكل محاكمة المتهمين في حادثة حرق المرحوم جمال بن سماعيل التي انطلقت منذ ثلاثة ايام أمام محكمة دار البيضاء حدثآ بارزآ بالنسبة للرأي العام الجزائري الذي ينتظر معرفة جميع ملابسات ما يمكن وصفه بأكبر جريمة ضد الإنسانية أرتكبت في تاريخ الجزائر المستقلة منذ أحداث العشرية الدموية. وللأسف الشديد رغم التسجيلات الهاتفية والفيديوهات التي تفضح تورطهم في جريمة القتل والحرق والتنكيل التي راح ضحيتها الشاب جمال بن سماعيل يحاول أغلبية المتهمين التنصل من أفعالهم البشعة. وراح البعض الٱخر يحاول تبرير سلوكهم الإجرامي بتأثير “الحشد” والغضب وحالة السكر!

أما فيما يخص علآقة المتهمين بمنظمة الماك الإرهابية العناصر القليلة التي تعترف بأنه كانت لها إتصال بهذه الحركة راحت تزعم بأنها قطعت تلك العلاقة منذ أكثر من سنة ! وتراجع أغلبية المتهمين عن الإعترافات التي أدلو بها أمام التلفزيون الوطني وأمام قاضي التحقيق ولم يبق أمام قضاة المحكمة إلآ الحكم على أساس القرائن التي تقدمها التسجيلات الهاتفية والفيديوهات والإستنتاجات المنطقية التي يفرزها إستنطاق المتهمين من طرف النائب العام أو القاضي.

الأمر الغريب في هذه المحاكمة التي تبدو بدون فاعل مادام أغلب المتهمين ينكرون الأفعال الوحشية المنسوبة إليهم هو غياب السبب العميق والحقيقي الذي يقف وراء هذه الجريمة الشنيعة المتمثل في الكراهية العنصرية التي تقوم بتغذيتها بدرجات متفاوتة ومكملة لبعضها البعض جمعيات ومنظمات وحركات إجتماعية وثقافية وسياسية متسترة وراء قناع الهوية الأمازيغية المزعومة التي تهدف الى تمزيغ أو قبلجة الجزائر بمساعدة الدوائر النيوكولونيالية الفرنسية ومن هذه الزاوية يشكل شعار الماك الإنفصالي إما مجرد مناورة سياسية من أجل إبتزاز الدولة الجزائرية وإما خيار عنصري ناقم على فشل مشروع القبلجة. ومهما كان الحال ستبقى الحركة البربرية العنصرية بجميع توجهاتها السياسية التحدي الرئيسي الذي يهدد وجود الدولة الوطنية الجزائرية إما بإشعال نار الفتنة التي ستنتهي بالتدخل الأممي وإما بالإستلاء الكلي على الجزائر بالتحالف مع دول أجنبية معادية.