إحتجاجات في مدينة لربعا ناث إراثن ضد العقوبات المسلطة على المتهمين بقتل جمال بن سماعيل

الموقف ـ محمد إبراهيم

يبدو أن الأحكام الثقيلة التي نطقت بها محكمة الدار البيضاء ضد المتهمين بحرق وقتل الشاب جمال بن سماعيل لم تعجب أهاليهم والعديد من شباب مدينة لربعا ناث إراثن إذ قام بعض النشطاء يوم الأحد بتنظيم تجمع في ساحة عبان رمضان بوسط المدينة للإحتجاج ضد الأحكام الموجهة للمتهمين. وفي نفس اليوم قام تلاميذ ثانوية المدينة بإضراب للتعبير عن تضامنهم مع المتهمين المحكوم عليهم من طرف العدالة. وتدخلت السلطات المحلية من أجل إحتواء الموقف وحسب الأخبار التي وصلتنا قام رئيس بلدية لربعا ناث إراثن بمراسلة وزير العدل يطالبه فيها بالتدخل من أجل مراجعة المحاكمة.

لا نستغرب إذا كانت عناصر من الماك الإنفصالية وراء هذه الحركة الإحتجاجية لكن السؤال يبقى مطروح حول العوامل التي تغذي نشاط تلك الحركة العنصرية في المجتمع وخاصة في صفوف الشباب. الشارع الذي لم يتمكن من إيقاف أيادي المجرمين الذين حرقو المرحوم جمال بن سماعيل يتحرك الآن للضغط على العدالة وإبتزاز الدولة الجزائرية. كيف يمكن تفسير ذلك ؟ صحيح أن المحتجين ضد أحكام العدالة لا يمثلون جل سكان مدينة لربعا ناث إراثن أو منطقة القبائل لكن أين هم العقلاء ؟

النقطة الإجابية في هذا الحدث الغريب تكمن في تعامل السلطات المحلية مع المحتجين بعقلانية كبيرة بهدف تجنب أي إنزلاق أمني يمكن إستغلاله من طرف دعاة الفتنة. وإذا كان من واجبنا عدم تضخيم مثل هذا الحدث يجب أيضآ عدم الإستهانة به. الصمت الذي يلتزمه الإعلام الوطني حتى وإن كان مفهوم نسبيآ نظرآ لحساسية الموضوع يطرح تساؤلات. سياسة “غطي الشمس بالغربال” أمام ظاهرة تنامي العنصرية التي تغذيها حركات وجمعيات تقوم بتوظيف مطالب لغوية وثقافية لأغراض سياسية مشبوهة لا تنفع على المدى الطويل. إذا أرادنا تغيير واقع ما علينا قبل كل شيء عدم تجاهله. والتعامل معه بذكاء وصبر في إطار إحترام ثوابت الأمة وقوانين الجمهورية.