افتتاح ملتقى الجزائر الدولي حول دور الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي

جرت مراسم افتتاح أشغال هذا الملتقى بقصر المؤتمرات الدولي “عبد اللطيف رحال”، بحضور رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد ابراهيم بوغالي ورئيس المحكمة الدستورية السيد عمر بلحاج وأعضاء من الحكومة ومستشارين لرئيس الجمهورية، بالإضافة الى وسيط الجمهورية مجيد عمور وعميد جامع الجزائر السيد محمد المأمون القاسمي الحسني ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى وشيوخ وعلماء من الجزائر وخارجها وأحفاد الإمام المغيلي وشيوخ زوايا من الجزائر وإفريقيا وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.

و في رسالة للمشاركين في الملتقى قرأها وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي، أشاد الرئيس تبون بمآثر العلامة و الامام المغيلي الذي سجل “اسمه في التاريخ كأحد العلماء الاجلاء بما قام به من ادوار بارزة في المجالات العلمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وفي نشر الوعي والهداية خلال القرن 15 الميلادي في افريقيا العامرة”.وتم بالمناسبة تكريم رئيس الجمهورية بوسام من طرف أحفاد الامام المغيلي نظير جهوده الكبيرة في تثمين وحفظ تراث الامام وكذا تنظيم هذا الملتقى الدولي.

وسيركز المشاركون في هذا الملتقى الدولي وعلى مدار يومين على دراسة الجوانب الفكرية والسياسية والعلمية للشيخ الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني (1425-1504) وهو أحد كبار العلماء الجزائريين في القرن الـ 15 ميلادي والمكانة المرموقة التي كان يحظى بها داخل الوطن وخارجه في تلك الفترة خصوصا ببعض بلدان القارة الافريقية مثل مالي والنيجر ونيجيريا و بعض مواقفه التاريخية الشجاعة اتجاه قضايا مهمة برؤيته الإصلاحية الوسطية.وتتطرق المداخلات المبرمجة خلال الملتقى العلمي إلى عدة محاور على غرار “الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي: السيرة و المسيرة” , “البعد الإصلاحي التحرري في الفكر المغيلي وامتداداته الإقليمية والدولية”, “الفكر السياسي لدى الامام المغيلي: مشروع رائد في بناء الدولة و إرساء لأولى ركائز الحكم الراشد” , “مقاربة المغيلي للوحدة والسلام في افريقيا رسائل هادفة ونصائح خيرة في خدمة الانسانية” .

وسيسمح هذا اللقاء الذي تنظمه وزارتا التعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية والأوقاف في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 60 لعيد الاستقلال بإحياء مسار و دور الشيخ المغيلي في نشر الإسلام في إفريقيا وإبراز قيم الحوار والتسامح التي ميزت الخطاب الديني الوسطي لهذا العالم الجزائري الذي اشتهر بالمناظرات العلمية و بالترحال في بلدان العالم الاسلامي وما وراء الصحراء الافريقية ناشرا للإسلام.و يشارك في هذه التظاهرة أساتذة جامعيون وباحثون مختصون في مجال التراث الإسلامي من أكثر من 20 دولة منها نيجيريا، مالي، فلسطين، السنغال، بوركينافاسو، باكستان، الهند والعراق. للتذكير فان الإمام المغيلي الذي ولد بتلمسان أواخر القرن الـ 14 ميلادي قد تلقى تعليمه ببجاية ثم بمدينة الجزائر حيث أخذ العلم عن عبد الرحمن الثعالبي الذي كلفه بنشر الطريقة القادرية بجنوب بلدان المغرب العربي، وبعد جولة كبيرة عبر منطقة الساحل وافته المنية في 1504 بمدينة أدرار و دفن بزاوية كُنتة تاركا وراءه أكثر من 24 مؤلفا ورسالة.