بيان جمعية عبد الحميد مهري

بيان جمعية عبد الحميد مهري

يشكل رحيل العصابة الفاسدة التي كانت تحكم بإسم الرئيس خارج الأعراف الدسورية تحت ضغط المؤسسةالعسكرية إنتصارآ تاريخيآ للإرادة الشعبية التي لم تمل بالمطالبة بذلك منذ ستة أسابيع
بهذه المناسبة السعيدة نحي شعبنا على هذا الإنجاز الذي يعد ثمرة نضاله السلمي من أجل إسترجاع سيادته الكاملة مثلما ينص عليها الدستور الذي داست عليه العصابة المخلوعة٠و في نفس الوقت لا يسعنا إلا أن نثمن غاليآ موقف المؤسسة العسكرية التاريخي بجانب الشعب ضد تعنت العصابة و حلفائها في الداخل و الخارج٠ و في هذه المناسبة نجدد مساندتنا القوية للجيش الوطني الشعبي حامي الوطن و الشعب ضد جميع القوى التي حاولت و مازلت تحاول التطاول عليه تحت ذرائع مزعومة و بأشكال مختلفة


في هذا الظرف الحساس نتوجه الي جميع المناضلين المرابطين المخلصين من أجل الإستعداد الى المعركة القادمة التي هي ربما أكثرخطورة من المعركة التي إنتهت برحيل العصابة٠ الشعب الجزائري لن يتوقف في منتصف الطريق٠ إن رحيل العصابة لن يكون نصرآ حقيقيآ إذا لم تتبعه خطوات جريئة من أجل إستئصال جذور الدولة العميقة التي كانت تتستر وراء الأنظمة التي تعاقبت على الحكم منذ عقود بالتحالف مع الدوائر الإستعمارية الجديدة٠الكيان الموازي الذي كان يحكم بالفعل خارج الدستور و القانون لا يمكن إختزاله فقط في جهاز الدياراس المحل مثلما يتصوره البعض و إنما هو عبارة عن شبكة إدارية و قضائية و أمنية مرتبطة بحلقات مدنية من رجال الأعمال و الإعلام و السياسة٠تلتقي مكونات هذا الأخطبوط في عدة نقاط منها الإستحواذ على نسبة كبيرة من الريع عبر تحكمها في البقرة الحلوب أي سوناطراك و في شبكة البنوك العمومية و التشبث بخيار الفرانكو فونية الذي يضمن إقصاء النخب الشعبية من المناصب الإدارية و الإقتصادية المهمة ٠

إرتكز هذا الكيان الموازي من أجل السيطرة على المجتمع الجزائري خلال عقود على عاملين إثنين العامل الأول خارجي و يتمثل في تحالفه مع فرنسا كما ظهر ذلك جليآ في الآونة الأخيرة وأما العامل الثاني فهو داخلي و يتمثل في توظيف العصبية القبائلية بشكل أصبح يهدد النسيج الإجتماعي الجزائري حيث أنه من المعروف أن العصبية تولد العصبية إذ نسجل بأسف شديد في السنوات القليلة الماضية إرتفاع الأصوات التي أصبحت تتصارع فيما بينها باللجوء الي الخطابات القبلية الجاهلية مع التنبيه الى إجابية وقوف قطاعات واسعة من الشباب الجزائري الأصيل في وجه الردة المناهضة لثوابت الأمة التي تطاولت على اللغة العربية تحت ذريعة المصالحة مع التاريخ وتشكل هذه الردة غطاءآ لمحاولة يائسة من طرف ٱقليات ثقافية و إديولوجية لفرض هيمنتها السياسية و الإقتصادية و الثقافية على المجتمع الجزائري بالتحالف مع الدوائر الإستعمارية الجديدة

و تحاول هذه الأقليات فرض مشروعها متسترة وراء شعارات مزيفة تارة بإسم الديمقراطية و تارة بإسم التاريخ٠عندما يتسنى للإرادة التعبير عن خيارها مثلما حدث في سنة 1992 تطالب هذه الأقليات ً الدمقراطية ً بتدخل الجيش٠ و عندما يكون الشعب خارج اللعبة ترتفع أصوات هذه الأقليات من أجل الديمقراطية و اليمقراطية التي تتغنى بها تلك الأقليات لا تتعدى في الواقع ديمقراطية ًالكوطة ً التي تعودت عليها في إطار كرم المخابرات التي كانت تسهر على مصالحها


إن الشباب الذي ثار على الفساد و الحقرة عليه أن يعرف جيدآ الأليات التي تتحكم في إنتاج المنظومة التي كانت تولد هذا الفساد و هذه الحقرة و إلا سيذهب نضاله في مهب الريح و يشهد فقط إستبدال عصابة قديمة بعصابة جديدة٠ لذلك وجب علينا تنبيه إخواننا و أخواتنا في جميع ربوع الوطن من خطورة بعض الجماعات و الشخصيات المعروفة بولائها للقبيلة قبل الوطن وبعلاقاتها المشبوهة مع شبكات الكيان الموازي و ببعض الدوائر الأجنبية القريبة من الأممية الإشتراكية المتصهينة٠ هذه الجماعات و هذه الشخصيات التي كانت بالأمس القريب تشكك في نوايا الجيش تحاول اليوم الظهور بمظهر مختلف في محاولة منها للتموقع الإنتهازي في إطارتسيير المرحلة الإنتقالية القادمة


و على ضوء هذه المستجدات نتوجه الى شبابنا الثائر من أجل مواصلة حراكه السلمي من أجل فرض آليات للمرحلة الإنتقالية شفافة ونظيفة تكون خالية من رموز النظام الفاسد وتضمن بالفعل تمثيل حقيقي و ليس فولكلوري للإرادة الشعبية عبر حضوركثيف لممثلي الحراك الشعبي من جميع الولايات٠ ولن يتسنى بلوغ الحراك الشعبي هدفه الأساسي المتمثل في رحيل النظام الفاسد في ظل بقاء المنظومة الإدارية و القضائية و الإقتصادية التي قام بتنصيبها الكيان الموازي خلال العقود الماضية على أسس زبونية و جهوية معروفة


العصابة رحلت لكن الكيان الموازي لا يزال على قيد الحياة وتشكل محاولة الفريق توفيق توظيف ورقة زروال التي رفضها هذا الأخير والتي تصدت لها بعزم المؤسسة العسكرية دليلآ قاطعآ بأن الأخطبوط مازال يحاول إنقاذ سلطانه و إمتيازاته٠ الأخطبوط يتحرك بأقنعة و أسماء مختلفة و متعددة ولذلك ندعو جميع المناضلين الى اليقضة و الحذر

وفي الوقت الذي نثمن فيه غاليآ موقف المجاهد اليامين زروال الذي رفض المشاركة في المؤامرة التي كان يخطط لها السعيد و توفيق نتوجه الى هذا الرمز الوطني النزيه ونطالبه بمواصلة كفاحه من أجل الوطن بجانب شعبه وبجانب رفيق دربه النضالي الفريق قايد صالح رغم سنه و مرضه وذلك بقبول شرف مسؤولية إدارة المرحلة الإنتقالية إستجابة لأصوات المواطنين

عاشت الثورة الشعبية حتى تحقيق هدف إرساء ديمقراطية إجتماعية مثلما نص عليها بيان أول نوفمبر
عاش تلاحم الشعب و الجيش الوطني الشعبي
لا للتدخل الأجنبي في الشؤون الجزائرية
من أجل حل المؤسسات التي أصبحت متنافية مع السيادة الشعبية
من أجل إنتخاب مؤتمر وطني تكون مهمته كتابة دستور جديد و عرضه على الشعب قبل تنظيم إنتخابات رئاسية و تشريعية جديدة في أقرب الأجال
من أجل تكوين حكومة جديدة نزيهة تقوم بتصريف الأعمال خلال المرحلة الإنتقالية

الجزائر يوم 3 أفريل 2019