السيناتور السابق عبد الوهاب بن زعيم يرد على السفير الفرنسي السابق بالجزائر
_وجه السيناتور السابق عبد الوهاب بن بن زعيم رسالة الىالسفيرالفرنسي السابق بعد التصريحات الاستفزازية التي وجهها هذا الاخير ضد الجزائر، وقال بن زعيم :”مايجب عليك ان تنسى وقبل ان تتكلم عن الحاضر نذكرك بجزء بسيط من الماضي الذي لايشرف و الذي صنعه أجدادك ..انتم سبب البلاء وانتم سبب المشاكل وانتم سبب الامراض لقد كنتم ولازلتم سبب المآسي التي تدعون اننا نعاني منها .
واضاف السيناتور السابق:”قد تكلمت عن مواضيع لا تخصك من قريب او بعيد ومن بينها هجرة الجزائريين لتعلم ان الهجرةً الى فرنسا قديما والتي نسميها العبودية (بالأسود )والهجرة حاضرا والتي نسميها (العبودية بالألوان) ..ماأسًوأ ان تختار قطار الحياة الخطأ بسبب موقعك الجغرافي (المستعمر )وهنا نتساءل لماذا ترك الشباب الجزائري قبل 60سنة الجزائر وهاجروا للعمل الى فرنسا رغم قساوة ظروف العمل ؟ وكشف بن زعيم انه منذ الاحتلال الفرنسي سنة1830للجزائر وضعت فرنسا أيديها على الأراضي الزارعية. الخصبة والمقدرة ب 2مليون و703هكتار والتي كانت ملك للجزائريين الفلاحين ..لكن الاستعمار أغتصب هاته الاراضي وجعل ملاكها عبيد وعمال عليها ..وقامو بإحضار الفرنسيين من فرنسا حوالي مليون مستوطن للجزائر ليصبحوا ملاكها وبدأوا باستغلال كل الثروات المعدنية والطبيعية الموجودة على الارض وتصديرها الى فرنسا وحرمان الجزائريين من اي مدخول اقتصادي ..وفي نفس الوقت ادخال السلع المنتجة من فرنسا وبدون جمارك لان الحكم لفرنسا انذاك وبالتالي اصبح المستعمر هو من يشغل الجزائريين بأجور زهيدة جدا ..وأصبح الجميع يعاني بطالة كبيرة جدا …في نفس الوقت كانت فرنسا تعاني من ازمة ديمغرافية في ظل خسائر بشرية كبيرة ابان الحروب العالمية ما أضطرها ان تعتمد على الجزائريين وتقوم بتهجيرهم نحو فرنسا وبصفة شرعية والتي اعتبرها عبودية (بالاسود والابيض )لاعادة البناء والتشييد وتعويض خسائر الحرب بالضبط في سنة 1920دخل مجبرا الى فرنسا حوالي 120الف جزائري عامل كلهم شباب ليعملوا في مشاريعها ..ثم جاءت الحرب العالمية سنة 1939التي دخلتها فرنسا ووقوع كساد كبير في اقتصادها وحالة الضعف التي يعاني منها الاقتصاد الفرنسي بعد الحرب أجبرت فرنسا على ان تفتح الباب مجددا للهجرة الشرعية وجعلت من العمال عبيد لبناء ما دمره الالمان …بعد اندلاع ثورة نوفمبر والحرب الشرسة ضد فرنسا لمدة سبع سنوات ونصف ..قامت فرنسا باتباع سياسة الارض المحروقة فحرقت القرى والاراضي الفلاحية ودمرت كل شيء وبالتالي لم يكن بيد الالاف من الجزائريين اي وسيلة للعمل والانتاج.
وفي ظل هاته الظروف قال بن زعيم :” كانت الهجرة هي السبيل الوحيد من اجل لقمة العيش وتجنب المجاعة وفي السنوات الاولى للاستقلال بقت فرنسا هي من تأخذ كل المواد الاولية بثمن بخس وضعيف وقد عملت فرنسا على تشجيع الهجرة اليها لكي تستطيع بناء اقتصاد مع العلم انه هناك اتفاقا بين الحكومتين الفرنسية والجزائرية سنة 1968لتوفير مناصب عمل للجزائريين داخل فرنسا بشروط معينة من بينها حماية حقوق العمال الجزائريين وكرامتهم لكن فرنسا جعلت العمال الجزائريين عبيدا في الستينات والسبعينات ويسمحون لهم العمل فقط في الانفاق والاشغال الشاقة والطرقات والبناء والكيماويات ولا يسمح لهم ابدا بالترقية بمعنى الاعمال الشاقة وبأجور متدنية وضعيفة. حيث كانت اوضاعهم مزرية جدا جدا وكانت المعاناة والمعاملة استعمارية وذلك راجع للخلفية الاستعمارية وحقدهم على الجزائريين الذين نالو استقلالهم بالدم واذلو فرنسا …
وقال ايضا بن زعيم في رسالته بالتأكيد ان فرنسا لم توفر لهم سكنات ولا اماكن للراحة فهم يبيتون اين يعملون لا كهرباء لا ماء لا تكفل صحي ويبيتون في ڤيتوهات وأماكن عشوائية وصفيح قرب الوديان ولا مدارس لابنائهم وذلك بسبب الاجور المتدنية التي يتقاضونها ورغم ما قدموا لفرنسا من بناءات وعمارات الا انهم لا يستفيدون منها ضف الى ذلك التمييز العنصري الذي تمارسه فرنسا وارباب عملها وتخيلو معي مليون شخص وأسرهم ماذا حل بهم من قهر وحڤرة وتهميش ….بمعنى وبخلاصة بسيطة ان مهاجري الامس كانو مجبرين للهجرة لكسب لقمة العيش ….وكانت فرنسا الاستعمارية هي السبب الرئيسي في الاضرار. والمآسي لشعب مسالم وليومنا هذا يعاني المهاجرين الذين بلغوا سن التقاعد من الامراض التي لا تشفى ويعانون ايضا من الاجحاف والتعسف من اجل الحصول على حقوقهم المالية..الان وللاسف التاريخ يعيد نفسه ويتشدق علينا السفير بأن الجزئريين هم من يرغبون في الهجرة ورغم ان التاريخ لم يتوقف وبعد ما بنيت فرنسا قديما بسواعد الشباب المهاجرين هاهي اليوم تسير بسواعد شباب النخبة من دكاترة ومهندسين واطارات …وعمال محترفين ..فرنسا تقدم الاحلام والاوهام للجزائريين وتعدهم بحياة الرفاهية لكن للاسف تستعملهم كعبيد لكن هاته المرة (بالالوان )في مؤسساتها مقابل اجور 90٪ منها يذهب لدفع الايجار والغذاء والكهرباء والماء ونفس معاملة الامس الحڤرة والتهميش والتمييز والسجن لاتفه الاسباب ومحاربة الاخلاق والقيم الاسلامية والاجتماعية…
وهنا أوضح بن زعيم : فرنسا تعطي الاجور باليمنى وتأخذهم بالشمال بمعنى كل الاجور تصرف في تسديد اجور الايجار والماء والكهرباء والغذاء والتأمين الصحي،،،،لقد تابعنا معاناة المهاجرين من غلاء المعيشة في فرنسا وغلاء تذاكر السفر ،،وضغط نفسي فرنسا تفني اعمارهم التي تمضي في خدمتها ،،وفي النهاية المحظوظ منهم من يستطيع ان يدفن في وطنه وفي ترابه الطيب ..كل القيم الانسانية والاسلامية ضاعت الابناء تاهوا وضاعوا فهم ليسوا فرنسيين وفي نفس الوقت ليسوا جزائريين لا اتكلم عن الوثائق اتكلم عن الحياة وعن الدين وعن الاستقرار النفسي …فرنسا تمارس استيراتيجية مدروسة بأساليب خبيثة تفرق بين العائلات بين الاباء والابناء …فكروا في آلام الفراق ومهما كانت الارباح والظروف التي تعتقدون انها ممتعة في فرنسا هي محزنة لكم ولأهلكم ..نعم الأمور صعبة لكننا نتقدم بخطى ثابتة وبأمكانيات الوطن لحياة افضل نحن نبني وسنبني أحسن من فرنسا واحسن من اوروبا المهم في كل ذلك في عزة النفس وعزة الوطن ..الوطن الذي هو بيتك الكريم الذي تدخل فيه الوقت الذي تشاء والمكان الذي تشاء دون ان يسألك أحد من أين اتيت والى اين تذهب او يسألك احد من انت ؟ .