حملة إعلامية مغرضة ضد الجزائر على خلفية تدخلها الإنساني في سوريا

الموقف ـ محمد إبراهيم

منذ أن أخذت الجزائر مبادرة تكسير الحصار الجوي المفروض على سوريا من طرف الولايات المتحدة وحلفائها كنا ننتظر ردود أفعال الدول والكيانات المتربصة بشعوب المنطقة. الضغوطات الأمريكية على الجزائرلم تتعد حدود القنوات الدبلوماسية المتعامل بها في مثل هذه الظروف خاصة وأن الجزائر لم تتجاوز الخطوط الحمراء التي يفرضها نظام العقوبات الدولية وإكتفت بواجبها الإنساني باتجاه الأشقاء السوريين والأتراك المنكوبين.

ولكن الجهات التي تتابع عن قرب كل ماتفعله الجزائر لا تكتفي بالضغوطات الدبلوماسية الرسمية حيث راحت تجند عملائها المأجورين المندسين في وسائل الإعلام الرسمي والناشطين على منصات التواصل الإجتماعي من أجل التشويش على الجزائر ومحاولة عرقلة جهودها الرامية الي تفعيل آليات العمل العربي والإسلامي المشترك في خدمة قضايا الأمة العاجلة.

وفي هذا السياق يمكن فهم الحملة الدعائية المغرضة التي قامت بشنها مؤخرآ بعض الأبواق المأجورة ضد الجزائر على خلفية تدخلها الإنساني في سوريا.ولم تقتصر هذه الحملة على الذباب الإلكتروني المخزني المشهور بعدائه المرضي لكل ما يمس بالجزائر أو على المرتزقة المهنيين من أمثال فيصل القاسم بل تعدت هذه الحلقة وركب موجتها الإعلامي الإخواني المصري “معتز مطر” الذي يعيش في المنفى والذي راح بدوره يزعم أشياء خيالية لا علاقة بالواقع. كيف يمكن لمرء عاقل أن يصدق مقولة نقل أسلحة على متن الطائرات الجزائرية المحملة بالمساعدات الإنسانية في ظل الرقابة الأمريكية ؟ وهل سوريا بحاجة الى أسلحة جزائرية مادامت تستخدم بكثافة السلاح الذي يأتيها علنآ من روسيا وإيران ؟ والغريب في تطاول الإعلامي الإخواني على الجزائر هو جهله أو تجاهله لما يحدث في المنطقة من مستجدات سياسية مثل التقارب التركي ـ السوري والتقارب السعودي ـ الإيراني والتقارب الروسي ـ الخليجي وجميع هذه المستجدات تصب في إتجاه الحوار والتوافق على أساس الإحترام المتابدل للمصالح القومية لجميع الدول المعنية وهو المبدأ الذي تتبناه الجزائر في سياستها الخارجية.