المجاهد عبد القادر ذهبي في ذمة الله

الموقف ـ محمد إبراهيم

ـرحل يوم الجمعة 24 فيفري فارس من فرسان القضية الوطنية بأبعادها الحضارية العربية الإسلامية الأصيلة المجاهد عبد القادر ذهبي ليلتحق بجوار ربه بعد أن قضى حياته كامله في خدمة دينه وأمته منذ أن إلتحق بجبهة التحرير أيام الثورة وإستمر في خدمة وطنه في عهد الراحل هواري بومدين في مناصب عليا قبل أن يستقر به الحال في حقل البحث والكتابة للدفاع عن المبادئ النوفمبرية التي إبتعد عنها النظام السلطوي الفاسد في عهد العصابة الأوليغارشية التي إستغلت ضعف ومرض الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة للإستلاء على الحكم بالتواطئ مع جهاز الدياراس السابق والتيار الفرانكوبربريست العميل

وفي هذا السياق لم يثن كبر السن والمرض المجاهد عبد القادر ذهبي من المساهمة الرائدة في تأسيس الجبهة الشعبية من أجل إنهاء الوصاية الفرنسية التي إنبثق عنها حزب السيادة الذي رفضت السلطة إعتماده. وخلال الحراك الشعبي المبارك الذي أطاح بالعصابة الأوليغارشية نشهد بأن المجاهد عبد القادر ذهبي كان من أوائل الشخصيات الوطنية التي حذرت المناضلين الشرفاء من مناورات المنظمات غير الحكومية وفلول الدياراس السابق وعملائهم البربريست والتروتسكيين إيمانآ منه بأن النضال من أجل التغيير الديمقراطي المنشود لا يجب أن يكون منفصلآ عن النضال من أجل الدفاع عن السيادة الوطنية وثوابت الأمة التاريخية والحضارية.

وسيبقى نضال المجاهد عبد القادر ذهبي قدوة للأجيال الصاعدة والتي يقع على عاتقها شرف مواصلة النضال من أجل حماية مكاسب ثورة نوفمبر وأثار الأمير عبد القادر ومصالي الحاج وعبد الحميد بن باديس وهواري بومدين والتصدي للتيار التغريبي الإستئصالي. وستبقى القضية الفلسطينية والدفاع عن السيادة الوطنية و عن اللغة والثقافة العربية والعدالة الإجتماعية بمثابة بوصلة تساعد جميع الأحرار والشرفاء في الجزائر على تجنب كافة أشكال الإنحراف التي حاربها بإقتدار وشجاعة فارس العروبة والإسلام المجاهد عبد القادر ذهبي رحمه الله.

والحمد لله على ما أعطى وعلى ما أخذ، و”إنا لله و إنا إليه راجعون.”